الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَبِظُلۡمٖ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمۡنَا عَلَيۡهِمۡ طَيِّبَٰتٍ أُحِلَّتۡ لَهُمۡ وَبِصَدِّهِمۡ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ كَثِيرٗا} (160)

قوله : ( فَبِظُلْمٍ مِّنَ الذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ احِلَّتْ لَهُمْ ) الآية [ 160 ] .

قال ابن إسحاق( {[14049]} ) : هذا بدل من ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِّيثَاقَهُمْ ) ( حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ احِلَّتْ لَهُمْ )( {[14050]} ) والذي حرم عليهم هو قوله : ( وَعَلَى الذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُر )( {[14051]} ) الآية .

والظلم هنا هو نقضهم الميثاق ( وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ ) ( وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ) .

( وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً ) وعلى عيسى . فهذا هو الظلم ، فمن أجله حرمت عليهم الطيبات وهي كل ذي ظفر والشحوم من البقر والغنم .

وقوله : ( وَبِصَدِّهِمْ ) عَن سَبِيلِ اللَّهِ ) أي صدوا أنفسهم ، وغيرهم عن الحق


[14049]:- كذا... وصوابه أبو إسحاق. انظر: معاني الزجاج 2/127. وإعراب النحاس 1/470.
[14050]:- ساقط من (د).
[14051]:- الأنعام آية 146.