السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَبِظُلۡمٖ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمۡنَا عَلَيۡهِمۡ طَيِّبَٰتٍ أُحِلَّتۡ لَهُمۡ وَبِصَدِّهِمۡ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ كَثِيرٗا} (160)

{ فيظلم من الذين هادوا } وهو ما تقدّم ذكره من نقضهم الميثاق وبكفرهم بآيات الله وبهتانهم على مريم ، وقولهم : { إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم } ( النساء ، 157 ) .

{ حرّمنا عليهم طيبات أحلت لهم } أي : كان وقع إحلالها لهم في التوراة ، ثم حرّمت عليهم وهي التي في قوله تعالى في سورة الأنعام : { وعلى الذين هادوا حرّمنا كل ذي ظفر } ( الأنعام ، 146 ) .

الآية { وبصدّهم } أي : الناس { عن سبيل الله } أي : دينه ، وقوله تعالى : { كثيراً } صفة مصدر محذوف أي : صدّاً كثيراً بالإضلال عن الطريق ، فمنعوا مستلذات تلك المآكل بما منعوا أنفسهم وغيرهم من لذاذة الإيمان .