فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلۡ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ} (15)

قوله : { قُلْ إِنّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ } أمره سبحانه بعد ما تقدّم من اتخاذ غير الله ولياً أن يقول لهم : إنه مأمور بأن يكون أوّل من أسلم وجهه لله من قومه ، وأخلص من أمته ؛ وقيل معنى { أَسْلَمَ } استسلم لأمر الله ، ثم نهاه الله عزّ وجلّ أن يكون من المشركين . والمعنى : أمرت بأن أكون أوّل من أسلم ونهيت عن الشرك ، أي يقول لهم هذا ، ثم أمره أن يقول : { إِنّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبّى عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } أي إن عصيته بعبادة غيره أو مخالفة أمره أو نهيه . والخوف : توقع المكروه ؛ وقيل : هو هنا بمعنى العلم ، أي إني أعلم إن عصيت ربي أن لي عذاباً عظيماً .

/خ21