فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ} (18)

قوله : { وَهُوَ القاهر فَوْقَ عِبَادِهِ } القهر : الغلبة ، والقاهر : الغالب ، وأقهر الرجل : إذا صار مقهوراً ذليلاً ، ومنه قول الشاعر :

تمنى حصين أن يسود خزاعة *** فأمسى حصين قد أذلّ وأقهرا

ومعنى : { فَوْقَ عِبَادِهِ } فوقية الاستعلاء بالقهر والغلبة عليهم ، لا فوقية المكان كما تقول : السلطان فوق رعيته ، أي بالمنزلة والرفعة .

وفي القهر معنى زائد ليس في القدرة ، وهو منع غيره عن بلوغ المراد { وَهُوَ الحكيم } في أمره { الخبير } بأفعال عباده .