فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلۡ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّٗا فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَهُوَ يُطۡعِمُ وَلَا يُطۡعَمُۗ قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ مَنۡ أَسۡلَمَۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (14)

قوله : { قُلْ أَغَيْرَ الله أَتَّخِذُ وَلِيّاً } الاستفهام للإنكار ، قال لهم ذلك لما دعوه إلى عبادة الأصنام ، ولما كان الإنكار لاتخاذ غير الله ولياً ، لا لاتخاذ الولي مطلقاً ؛ دخلت الهمزة على المفعول لا على الفعل .

والمراد بالوليّ هنا : المعبود أي كيف أتخذ غير الله معبوداً ؟ و { فَاطِرَ السموات والأرض } مجرور على أنه نعت لاسم الله ، وأجاز الأخفش الرفع على إضمار مبتدأ ، وأجاز الزجاج النصب على المدح ، وأجاز أبو عليّ الفارسي نصبه بفعل مضمر ، كأنه قيل أترك فاطر السموات والأرض . قوله : { وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ } قرأ الجمهور بضم الياء وكسر العين في الأوّل ، وضمها وفتح العين في الثاني ، أي يرزق ولا يرزق ، وقرأ سعيد بن جبير ، ومجاهد ، والأعمش بفتح الياء في الثاني وفتح العين ، وقرئ بفتح الياء والعين في الأوّل ، وضمها وكسر العين في الثاني على أن الضمير يعود إلى الوليّ المذكور ، وخصّ الإطعام دون غيره من ضروب الإنعام ؛ لأن الحاجة إليه أمسّ .

/خ21