اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قُلۡ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ} (15)

قوله : { قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي } فعبدت غيره " عذاب يوم عظيم " أي عذاب يوم القيامة ، و " إنْ عصيت " شرط حُذف جوابه لدلالة ما قبله عليه ، ولذلك جيء بفعل الشرط ماضياً ، وهذه الجملة الشرطية فيها وجهان :

أحدهما : أنه معترضٌ بين الفِعْلِ ، وهو " أخاف " وبين مفعوله وهو " عذاب " .

والثاني : أنَّها في مَحَلِّ نَصْبٍ على الحال .

قال أبو حيَّان{[13396]} : كأنه قيل : " إني أخافُ عَاصِياً ربِّي " ، وفيه نظر ؛ إذ المعنى يَأبَاهُ . و " أخَافُ " وما في حَيِّزِه خبر ل " إنَّ " ، وإنَّ وما في حيِّزِهَا في مَحَلّ نصب ب " قل " وقرأ ابن كثيرِ{[13397]} ، ونافع " إنِّيَ " بفتح الياء ، وقرأ أبو عمرو ، والباقون{[13398]} بالإرسال .


[13396]:ينظر: البحر 4/91، والدر 3/22.
[13397]:ينظر: إتحاف فضلاء البشر 2/6.
[13398]:ينظر: إتحاف فضلاء البشر 2/7.