فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ ٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ} (11)

{ قُلْ سِيرُواْ فِي الأرض } أي قل يا محمد لهؤلاء المستهزئين سافروا في الأرض ، وانظروا آثار من كان قبلكم لتعرفوا ما حلّ بهم من العقوبات ، وكيف كانت عاقبتهم بعدما كانوا فيه من النعيم العظيم الذي يفوق ما أنتم فيه ، فهذه ديارهم خاربة وجناتهم مغبرة وأراضيهم مكفهرة ، فإذا كانت عاقبتهم هذه العاقبة ، فأنتم بهم لاحقون ، وبعد هلاكهم هالكون .

وقد أخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { وَمَا تَأْتِيهِم منْ آيَةٍ منْ آيات رَبّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } يقول : ما يأتيهم من شيء من كتاب الله إلا أعرضوا عنه ، وفي قوله : { فَقَدْ كَذَّبُواْ بالحق لَمَّا جَاءهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاء مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئونَ } يقول : سيأتيهم يوم القيامة أنباء ما استهزأوا به من كتاب الله عزّ وجل . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله : { مّن قَرْنٍ } قال : أمة .