فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ لَكُمۡ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ} (38)

ثم قال سبحانه : { إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ } قرأ الجمهور بكسر إن على أنها معمولة لتدرسون : أي تدرسون في الكتاب { إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ } فلما دخلت اللام كسرت الهمزة كقوله : علمت إنك لعاقل بالكسر ، أو على الحكاية للمدروس ، كما في قوله : { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخرين * سلام على نُوحٍ فِي العالمين } [ الصافات : 78 ، 79 ] . وقيل : قد تمّ الكلام عند قوله : { تَدْرُسُونَ } ثم ابتدأ فقال : { إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ } أي ليس لكم ذلك ، وقرأ طلحة بن مصرف والضحاك «أن لكم » بفتح الهمزة على أن العامل فيه تدرسون مع زيادة لام التأكيد ، ومعنى { تَخَيَّرُونَ } : تختارون وتشتهون .