فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَعَصَوۡاْ رَسُولَ رَبِّهِمۡ فَأَخَذَهُمۡ أَخۡذَةٗ رَّابِيَةً} (10)

{ فَعَصَوْاْ رَسُولَ رَبّهِمْ } أي فعصت كلّ أمة رسولها المرسل إليها . قال الكلبي : هو موسى ، وقيل : لوط لأنه أقرب ، قيل : ورسول هنا بمعنى رسالة ، ومنه قول الشاعر :

لقد كذب الواشون ما بحت عندهم *** بسرّ ولا أرسلتهم برسول

أي برسالة { فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً } أي أخذهم الله أخذة نامية زائدة على أخذات الأمم ، والمعنى : أنها بالغة في الشدّة إلى الغاية ، يقال : ربى الشيء يربو : إذا زاد وتضاعف . قال الزجاج : تزيد على الأخذات . قال مجاهد : شديدة .

/خ18