ثم لما دعا على الكافرين أتبعه بالدعاء لنفسه ووالديه والمؤمنين ، فقال : { رَّبّ اغفر لِي ولوالديَّ } وكانا مؤمنين ، وأبوه لامك بن متوشلخ ، كما تقدّم ، وأمه سمحاء بنت أنوش ، وقيل : أراد آدم وحواء . وقال سعيد بن جبير : أراد بوالديه أباه وجدّه . وقرأ سعيد بن جبير : «وَلِوَالِدِيَّ » بكسر الدال على الإِفراد . { وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ } قال الضحاك والكلبي : يعني مسجده ، وقيل : منزله الذي هو ساكن فيه ، وقيل : سفينته . وقيل : لمن دخل في دينه ، وانتصاب { مُؤْمِناً } على الحال : أي لمن دخل بيتي متصفاً بصفة الإيمان ، فيخرج من دخله غير متصف بهذه الصفة كامرأته وولده الذي قال : { سَآوِي إلى جَبَلٍ يَعْصِمُني مِنَ الماء } [ هود : 43 ] ثم عمم الدعوة ، فقال : { وَلِلْمُؤْمِنِينَ والمؤمنات } أي واغفر لكل متصف بالإيمان من الذكور والإناث . ثم عاد إلى الدعاء على الكافرين ، فقال : { وَلاَ تَزِدِ الظالمين إِلاَّ تَبَاراً } أي لا تزد المتصفين بالظلم إلاّ هلاكاً وخسراناً ودماراً وقد شمل دعاؤه هذا كل ظالم إلى يوم القيامة ، كما شمل دعاؤه للمؤمنين والمؤمنات كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.