{ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللّوّامة } ذهب قوم إلى أنه سبحانه أقسم بالنفس اللوّامة كما أقسم بيوم القيامة ، فيكون الكلام في «لا » هذه كالكلام في الأولى ، وهذا قول الجمهور . وقال الحسن : أقسم بيوم القيامة ولم يقسم بالنفس اللوّامة . قال الثعلبي : والصحيح أنه أقسم بهما جميعاً ، ومعنى النفس اللوامة : النفس التي تلوم صاحبها على تقصيره ، أو تلوم جميع النفوس على تقصيرها . قال الحسن : هي والله نفس المؤمن ، لا يرى المؤمن إلاّ يلوم نفسه ما أردت بكذا ما أردت بكذا ، والفاجر لا يعاتب نفسه . قال مجاهد : هي التي تلوم على ما فات وتندم ، فتلوم نفسها على الشرّ لم تعمله ؟ وعلى الخير لم لم تستكثر منه ؟ قال الفرّاء : ليس من نفس برّة ولا فاجرة إلاّ وهي تلوم نفسها ، إن كانت عملت خيراً قالت : هلا ازددت ، وإن كانت عملت سوءاً قالت : ليتني لم أفعل . وعلى هذا فالكلام خارج مخرج المدح للنفس ، فيكون الإِقسام بها حسناً سائغاً . وقيل : اللوّامة هي الملومة المذمومة ، فهي صفة ذمّ ، وبهذا احتج من نفى أن يكون قسماً ، إذ ليس لنفس العاصي خطر يقسم به . قال مقاتل : هي نفس الكافر يلوم نفسه ويتحسر في الآخرة على ما فرط في جنب الله ، والأوّل أولى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.