فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَوۡ أَلۡقَىٰ مَعَاذِيرَهُۥ} (15)

{ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ } أي ولو اعتذر وجادل عن نفسه لم ينفعه ذلك . يقال : معذرة ومعاذير . قال الفرّاء : أي وإن اعتذر فعليه من يكذب عذره . وقال الزجاج : المعاذير الستور والواحد معذار : أي وإن أرخى الستور يريد أن يخفي نفسه فنفسه شاهدة عليه ، كذا قال الضحاك والسديّ . والستر بلغة اليمن يقال له : معذار ، كذا قال المبرد ، ومنه قول الشاعر :

ولكنها ضنت بمنزل ساعة *** علينا وأطت يومها بالمعاذر

والأوّل أولى ، وبه قال مجاهد وقتادة وسعيد بن جبير وابن زيد وأبو العالية ومقاتل ومثله قوله : { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ الظالمين مَعْذِرَتُهُمْ } [ غافر : 52 ] . وقوله : { وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } [ المرسلات : 36 ] . وقول الشاعر :

فما حسن أن يعذر المرء نفسه *** وليس له من سائر الناس عاذر

/خ25