ثم بيّن العلة التي لأجلها فعل بهم ما فعله فقال : { لِيَمِيزَ الله الخبيث } أي : الفريق الخبيث من الكفار { مِنْ } الفريق { الطيب } وهم المؤمنون { وَيَجْعَلَ الخبيث بَعْضَهُ على بَعْضٍ } أي : يجعل فريق الكفار الخبيث بعضه على بعض { فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً } عبارة عن الجمع والضم : أي يجمع بعضهم إلى بعض ، ويضمّ بعضهم إلى بعض حتى يتراكموا لفرط ازدحامهم . يقال ركم الشيء يركمه : إذا جمعه وألقى بعضه على بعض . والإشارة بقوله : { أولئك } إلى الفريق الخبيث { هُمُ الخاسرون } أي : الكاملون في الخسران . وقيل : الخبيث والطيب : صفة للمال ، والتقدير يميز المال الخبيث الذي أنفقه المشركون من المال الطيب الذي أنفقه المسلمون ، فيضمّ تلك الأموال الخبيثة بعضها إلى بعض ، فيلقيه في جهنم ويعذبهم بها ، كما في قوله تعالى : { فتكوى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ } . قال في الكشاف : واللام على هذا متعلقة بقوله : { ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً } ، وعلى الأوّل بيحشرون ، و{ أولئك } إشارة إلى الذين كفروا . انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.