فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ يَوۡمَئِذٖ شَأۡنٞ يُغۡنِيهِ} (37)

{ لِكُلّ امرئ مّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } أي لكل إنسان يوم القيامة شأن يشغله عن الأقرباء ويصرفه عنهم . وقيل : إنما يفرّ عنهم حذراً من مطالبتهم إياه بما بينهم ، وقيل : يفرّ عنهم لئلا يروا ما هو فيه من الشدّة . وقيل : لعلمه أنهم لا ينفعونه ولا يغنون عنه شيئًا ، كما قال تعالى :

{ يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً } [ الدخان : 41 ] والجملة مستأنفة مسوقة لبيان سبب الفرار . قال ابن قتيبة : { يغنيه } أي يصرفه عن قرابته ، ومنه يقال : أغن عني وجهك : أي اصرفه . قرأ الجمهور ( يُغْنِيهِ ) بالغين المعجمة . وقرأ ابن محيصن بالعين المهملة مع فتح الياء : أي يهمه ، من عناه الأمر إذا أهمه .

/خ42