قوله : { الذين يَلْمِزُونَ المطوعين } الموصول محله النصب ، أو الرفع على الذم ، أو الجرّ بدلاً من الضمير في سرّهم ونجواهم ، ومعنى { يَلْمِزُونَ } يعيبون . وقد تقدّم تحقيقه ، والمطوّعين : أي المتطوّعين ، والتطوّع : التبرّع . والمعنى : أن المنافقين كانوا يعيبون المسلمين إذا تطوّعوا بشيء من أموالهم وأخرجوه للصدقة ، فكانوا يقولون : ما أغنى الله عن هذا ، ويقولون : ما فعلوا هذا إلا رياء ، ولم يكن لله خالصاً ، و { فِي الصدقات } متعلق بيلمزون : أي يعيبونهم في شأنها . قوله : { وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ } معطوف على المطوّعين : أي يلمزون المتطوّعين ، ويلمزون الذين لا يجدون إلا جهدهم ؛ وقيل : معطوف على المؤمنين : أي يلمزون المتطوّعين من المؤمنين ، ومن الذين لا يجدون إلا جهدهم ، وقرئ «جهدهم » بفتح الجيم ، والجهد بالضم الطاقة ، وبالفتح المشقة ، وقيل : هما لغتان ومعناهما واحد ، وقد تقدّم بيان ذلك .
والمعنى : أن المنافقين كانوا يعيبون فقراء المؤمنين الذين كانوا يتصدّقون بما فضل عن كفايتهم . قوله : { فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ } معطوف على يلمزون : أي يستهزئون بهم لحقارة ما يخرجونه في الصدقة مع كون ذلك جهد المقلّ ، وغاية ما يقدر عليه ويتمكن منه ، قوله : { سَخِرَ الله مِنْهُمْ } أي : جازاهم على ما فعلوه من السخرية بالمؤمنين بمثل ذلك ، فسخر الله منهم بأن أهانهم وأذلهم وعذبهم ، والتعبير بذلك من باب المشاكلة كما في غيره . وقيل : هو دعاء عليهم بأن يسخر الله بهم كما سخروا بالمسلمين { وَلَهُمْ عَذَاب أَلِيم } أي : ثابت مستمر شديد الألم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.