الأيكة : الغيضة الملتفة الشجر .
وقوم تبع : هو تبع الحميرى ملك اليمن ، أسلم ودعا قومه للإسلام فكذبوه ؛ فأهلكهم الله .
كل : من المذكورين ، أي : كل واحد أو قوم منهم أو جميعهم .
فحق وعيد : وجب نزول العذاب على الجميع ، وحل عليهم وعيدي .
14- { وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد } .
وأصحاب الأيكة هم قوم شعيب عليه السلام .
قال تعالى : { كذب أصحاب الأيكة المرسلين * إذ قال لهم شعيب ألا تتقوا } . ( الشعراء : 176 ، 177 ) .
والأيكة اسم لمنطقة كانت مليئة بالأشجار ، ومكانها في الغالب بين الحجاز وفلسطين حول خليج العقبة ، ولعلها المنطقة التي تسمى معان .
وهو تبع الأكبر الحميرى ، واسمه أسعد وكنيته أبو كُرَبٍ ، وكان رجلا من أهل اليمن ملكا منصورا ، فسار بالجيوش حتى انتهى إلى سمرقند ، فرجع فأخذ طريق الشام ، ثم مر بالبيت الحرام فدخله محرما ، فقضى نسكه ، ثم انصرف نحو اليمن راجعا ، حتى إذا قدم على قومه طلب منهم أن يؤمنوا كما آمن فامتنعوا ، فنزلت من السماء نار فأحرقت من لم يؤمن منهم7 .
قال تعالى : { أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين } . ( الدخان : 37 ) .
كل هؤلاء كذبوا جميع رسلهم ، فحق عليهم وعيدي ، وثبتت عليهم كلمة العذاب على التكذيب ، فليحذر المخاطبون أن يصيبهم مثل ما أصاب هؤلاء الأقوام .
وقد ورد هذا المعنى في سورة غافر في الآية الخامسة ، والآية الحادية والعشرين وما بعدها ، وفي عدد من السور المكية ، وفي الآية الثالثة عشرة من سورة فصلت وما بعدها .
وفي سورة الفجر في قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ( 6 ) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ( 7 ) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ( 8 ) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ( 9 ) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ( 10 ) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ( 11 ) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ( 12 ) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ( 13 ) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ( 14 ) } . ( الفجر : 6-14 ) .
{ وأصحاب الأيكة } قيل : هم قوم بعث إليهم شعيب عليه السلام غير أهل مدين كانوا يسكنون أيكة وهي الغيطة فسموا بها { وَقَوْمُ تُّبَّعٍ } الحميري وكان مؤمناً وقومه كفرة ولذا لم يذم هو وذم قومه ، وقد سبق في الحجر . والدخان . والفرقان تمام الكلام فيما يتعلق بما في هذه الآية .
{ كُلٌّ كَذَّبَ } أي فيما أرسلوا به من الشرائع التي من جملتها البعث الذي أجمعوا عليه قاطبة أي كل قوم من الأقوام المذكورين كذبوا رسولهم أو كذب كل هؤلاء جميع رسلهم ، وإفراد الضمير باعتبار لفظ الكل أو كل واحد منهم كذب جميع الرسل لاتفاقهم على الدعوة إلى التوحيد والإنذار بالبعث والحشر فتكذيب واحد منهم تكذيب للكل ، والمراد بالكلية التكثير كما في قوله تعالى : { وَأُوتِيَتْ مِن كُلّ شيء } [ النمل : 23 ] وإلا فقد آمن من آمن من قوم نوح وكذا من غيرهم ، ثم ما ذكر على تقدير رسالة تبع ظاهر ثم على تقدير عدمها وعليه الأكثر فمعنى تكذيب قومه الرسل عليهم السلام تكذيبهم بما قبل من الرسل المجتمعين على التوحيد والبعث ، وإلى ذلك كان يدعوهم تبع .
{ فَحَقَّ وَعِيدِ } أي فوجب وحل عليهم وعيدي وهي كلمة العذاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.