11- { قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل } .
الموتة الأولى حيث كانوا في حالة العدم .
والموتة الثانية في نهاية الحياة الدنيا .
والحياة الأولى عند ميلاد الطفل .
والحياة الثانية عند البعث والحشر والحساب .
والكلام هنا فيه تلطف في السؤال ، حيث نجد الكافر يشاهد أهوال القيامة ، فيتمنى الرجوع إلى الدنيا ، فلا يجاب إلى ذلك ، فإذا دخل النار ولمس عذابها وعاين أهلها ، تلطّف في طلب الرجوع إلى الدنيا ، وقال : يا رب ، إن قدرتك على الإحياء والإماتة لا حدّ لها ، فقد أحييتنا بالميلاد في الدنيا ، وبالبعث في الآخرة ، أي مرتين ، وأمتّنا قبل وجودنا في الدنيا ، ثم في نهاية الحياة الدنيا ، فهل يمكن بأيّ وسيلة أن نخرج من جهنم ، ونعود إلى الدنيا لنعمل صالحا ، ونتدارك ما فاتنا ؟
وقد تكر هذا المعنى في القرآن الكريم ، حيث نجد أن الكفار يسألون الله الرجعة إلى الدنيا عند مشاهد العذاب ، نجد ذلك في الآية 12 من سورة السجدة ، وفي الآيتين 27 ، 28 من سورة الأنعام ، وفي الآيتين 107 ، 108 من سورة المؤمنون ، وفي الآية 37 من سورة فاطر حيث يقول الله تعالى : { وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير } .
قوله : { قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ } { اثْنَتَيْنِ } ، نعت لمصدر محذوف ؛ أي أمتنا إماتتين وأحييتنا إحياءتين اثنتين . والمراد بالإماتتين ، خَلْقهم أمواتا أولا ؛ إذ كانوا نُطفا لا روح فيها ، ثم إماتتهم عند انقضاء آجالهم بعد أن كانوا أحياء في الدنيا . وأما المراد بالإحياءتين : الإحياءة الأولى في الدنيا ، ثم إحياءة البعث .
قوله : { فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا } ذلك اعتراف منهم بذنوبهم بعد أن عاينوا عذاب النار وأيقنوا أنهم مكبكبون في الجحيم ، فقالوا : اعترفنا بما أسلفنا من الذنوب والسيئات في الدنيا من تكذيب وإشراك وتلبُّس بالسيئات والمعاصي . يقولون ذلك وقد غشيهم من الندامة والحسرة ما غشيهم وهم حينئذ موقنون أنهم لا ينفعهم الاعتراف أو الندم .
قوله : { فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ } يعني هل من سبيل إلى خروج لنا من النار ورجوع إلى الدنيا . ذلك هو تمنِّي الخاسرين يوم القيامة عند معاينة العذاب ؛ وذلك لفرط ما يصيبهم من الذعر ، وفرط ما يحيط بهم من شدة البأس والقنوط .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.