محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثۡنَتَيۡنِ وَأَحۡيَيۡتَنَا ٱثۡنَتَيۡنِ فَٱعۡتَرَفۡنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلۡ إِلَىٰ خُرُوجٖ مِّن سَبِيلٖ} (11)

{ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ } .

{ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ } أي أنشأتنا أمواتا مرتين . وأحييتنا في النشأتين كما قال تعالى : {[6388]} { وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم } قال قتادة : ( كانوا أمواتا في أصلاب آبائهم ، فأحياهم الله في الدنيا . ثم أماتهم الموتة التي لا بد منها . ثم أحياهم للبعث يوم القيامة . فهما حياتان وموتتان ) { فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا } أي : فأقررنا / بما عملنا من الذنوب في الدنيا . وذلك عند وقوع العقاب المرتب عليها ، وامتناع المحيص عنه { فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ } أي : فهل إلى خروجنا من النار ، من سبيل ، لنرجع إلى الدنيا فنعمل غير الذي كنا نعمل . قال الزمخشري : وهذا كلام من غلب عليه اليأس والقنوط . وإنما يقولون ذلك تعللا وتحيرا . ولهذا جاء الجواب على حسب ذلك . وهو قوله تعالى : { ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ } .


[6388]:[2 / البقرة / 28].