الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثۡنَتَيۡنِ وَأَحۡيَيۡتَنَا ٱثۡنَتَيۡنِ فَٱعۡتَرَفۡنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلۡ إِلَىٰ خُرُوجٖ مِّن سَبِيلٖ} (11)

واختلف في مَعْنَى قَوْلِهِم : { أَمَتَّنَا اثنتين } الآية ، فقال ابن عبَّاس وغَيره : أرادوا مَوْتَةً كَوْنَهُمْ في الأَصْلاَبِ ، ثم إحياءَهم في الدنيا ، ثم إماتَتَهم الموتَ المعروفَ ، ثم إحياءَهم يوم القيَامَةِ ، وهي كالتي في سورة البقرة { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بالله وَكُنتُمْ أمواتا } [ البقرة : 28 ] الآية ، وقال السُّدِّيُّ : أرادوا أنه أحيَاهم في الدنيا ، ثم أماتهم ، ثم أحْياهم في القبر وقتَ السُّؤال ، ثم أماتَهم فيه ، ثم أحياهم في الحَشْر .

قال ( ع ) : هذا فيه الإحياءُ ثلاثَ مِرَارٍ ، والأول أثْبَتُ ، وهذه الآية متَّصلةُ المعنى بالتي قَبْلَهَا ، وبَعْدَ قولهم : { فَهَلْ إلى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ } محذوفٌ يَدُلُّ عليه الظاهِرُ ، تقديرهُ . لا إسْعَافَ لِطَلبَتِكُمْ ، أو نَحْوَ هذا من الرَّدِّ .