الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثۡنَتَيۡنِ وَأَحۡيَيۡتَنَا ٱثۡنَتَيۡنِ فَٱعۡتَرَفۡنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلۡ إِلَىٰ خُرُوجٖ مِّن سَبِيلٖ} (11)

قوله تعالى : { قالوا ربنا أمتنا اثنتين } – إلى قوله – { السميع البصير }[ 10-20 ] .

قال ابن عباس والضحاك : هذا مثل قوله تعالى : { كنتم أمواتا فأحياكم }{[59459]} الآية{[59460]} .

وقال قتادة : كانوا أمواتا في أصلاب أبائهم فأحياهم الله عز وجل في الدنيا ، ثم أماتهم{[59461]} الموتة التي لا بد منها{[59462]} ، ثم أحياهم للبعث ، فهاتان حياتان وموتتان{[59463]} .

وقال السدي : أُميتوا في الدنيا ، ثم أُحيوا في قبورهم فسئلوا{[59464]} وخوطبوا ثم أميتوا في قبورهم ، ثم أحيوا في الآخرة{[59465]} .

وقال ابن زيد : خلقهم من ظهر آدم حين أخذ عليهم{[59466]} الميثاق ، وأماتهم ، ثم خلقهم في الأرحام ، ثم أماتهم في الدنيا ، ثم أحياهم في الآخرة{[59467]} .

وقوله تعالى : { فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل } أي : فأقررنا بذنوبنا ، فهل إلى خروج من النار لنا سبيل ، فهل إلى كرة فنرجع إلى الدنيا فنعمل غير الذي كنا نعمل .


[59459]:البقرة آية 27.
[59460]:انظر: جامع البيان 24/31، والمحرر الوجيز 14/119، وتفسير ابن كثير 4/74.
[59461]:(ت): أماته.
[59462]:(ت): منه.
[59463]:انظر: جامع البيان 24/31، والمحرر الوجيز 14/119، وجامع القرطبي 15/297.
[59464]:(ح): فيسئلوا.
[59465]:انظر: جامع البيان 24/32، والمحرر الوجيز 14/119، وجامع القرطبي 15/297، وتفسير ابن كثير 4/74. وقد عقب ابن عطية على هذا القول في المحرر الوجيز بأنه ضعيف لأن الأحياء فيه ثلاث مرات.
[59466]:ساقط من (ح).
[59467]:انظر: جامع البيان 24/32، والمحرر الوجيز 14/119، وجامع القرطبي 15/298، وتفسير ابن كثير 4/74، وقد ضعف ابن عطية وابن كثير هذا القول لأنه يلزم منه ثلاث إحياءات وإماتات. وهذا محال.