تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤۡتِكُمۡ أُجُورَكُمۡ وَلَا يَسۡـَٔلۡكُمۡ أَمۡوَٰلَكُمۡ} (36)

36

التفسير :

36- { إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم } .

إنما الحياة الدنيا قصيرة الأجل ، مثل اللعب واللهو ، والناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ، وفي الأثر : ( الدنيا كسوق قام ثم انفض ، ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر ) .

{ وإن تؤمنوا . . . } بالله وتراقبوه حق المراقبة ، وتتقوه بأن يطاع فلا يعصى ، وأن يذكر فلا ينسى ، يعطكم الله ثواب أعمالكم ، ولا يطلب منكم إنفاق جميع أموالكم ، فلم يفرض عليكم سوى واجب الزكاة ، وهو نسبة بسيطة تدور في الأغلب على ربع العشر ، وهو ما يوازي %2 ، 5 في زكاة المال وزكاة التجارة ، ونصف العشر 5% في زكاة الزراعة ، وأحيانا تكون الزكاة العشر إذا كانت الأرض تسقى سَيْحا بدون تعب ولا مشقة ، وأحيانا تكون الزكاة الخمس بنسبة 20% ، وهي زكاة الركاز والبترول والمعادن ، وما يستخرج من باطن الأرض .

قال الإمام ابن القيم : نلاحظ أن نسبة الزكاة تتراوح بين 1% في زكاة الماشية مثل زكاة الغنم ، نجد أن زكاة الغنم السائمة : في أربعمائة شاة أربع شياه ، وفي خمسمائة شاة خمس شياه ، وفي ستمائة شاه 6 شياه ، وهكذا في كل مائة شاة شاة ، أي النسبة 1% .

وزكاة المال والتجارة 2 ، 5% ، وزكاة الزراعة تمتد من5% إلى10% ، وزكاة الركاز والمعادن والكنوز المستخرجة من باطن الأرض 20% .

أي أنه كلما كانت نعم الله تعالى على العبد أظهر كانت نسبة الزكاة أكثر ، كزكاة الكنوز والركاز ، وكلما كان عمل العبد أظهر كانت نسبة الزكاة أقل ، مثل زكاة التجارة ؛ لأن العبد يتعرض للمخاطرة والأسفار ، وارتفاع الأسعار وانخفاضها .

فكلما كان عمل القدرة الإلهية أظهر كانت نسبة الزكاة أكثر ، وكلما كان عمل العبد أظهر كانت نسبة الزكاة أقل .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤۡتِكُمۡ أُجُورَكُمۡ وَلَا يَسۡـَٔلۡكُمۡ أَمۡوَٰلَكُمۡ} (36)

ثم حض على طلب الآخرة فقال :{ إنما الحياة الدنيا لعب ولهو } باطل وغرور ، { وإن تؤمنوا وتتقوا } الفواحش ، { يؤتكم أجوركم } جزاء أعمالكم في الآخرة ، { ولا يسألكم } ربكم ، { أموالكم } لإيتاء الأجر بل يأمركم بالإيمان والطاعة ليثيبكم عليها الجنة ، نظيره قوله : { ما أريد منهم من رزق } ( الذاريات-57 ) ، وقيل : لا يسألكم محمد أموالكم ، نظيره : { قل ما أسألكم عليه من أجر }( ص-86 ) . وقيل : معنى الآية : لا يسألكم الله ورسوله أموالكم كلها في الصدقات ، إنما يسألانكم غيضاً من فيض ، ربع العشر فطيبوا بها نفساً وقروا بها عينا . وإلى هذا القول ذهب ابن عيينة ، يدل عليه سياق الآية : { إن يسألكموها فيحفكم } .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤۡتِكُمۡ أُجُورَكُمۡ وَلَا يَسۡـَٔلۡكُمۡ أَمۡوَٰلَكُمۡ} (36)

قوله تعالى : { إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسئلكم أموالكم 36 إن يسئلكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم 37 هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم مّن يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } .

يبين الله لعباده هوان الدنيا ليحذرهم الاغترار بها أو التلهي بمتاعها الفاني ، فإن الدنيا بما فيها من زينة وأموال ومباهج ، كل ذلك صائر إلى زوال وحطام . وهو قوله : { إنما الحياة الدنيا لعب ولهو } ليست الدنيا بزينتها وزخرفها وخيراتها غير لهو يتلهى به الناس وهم ساهون تائهون ، وغير لعب يتفنن في التلبس به الغافلون السادرون في الضلالة والعماية والهوى .

قوله : { وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتيكم أجوركم } يعني إن تؤمنوا بالله ورسله واليوم الآخر وتجتنبوا الكفر والمعاصي يؤتكم جزاء ذلك خيرا وثوابا .

قوله : { ولا يسألكم أموالكم } الله غني عن أموالكم فلا يطلبها منكم أجرا على تبليغ الرسالة . وقيل : لا يأمركم بإخراج أموالكم كلها . بل يأمركم بإخراج القليل منها وهي الزكاة . والمعنى الأول أظهر .