ثم بين أن عذاب الآخرة له مقدمات في الدنيا لأن الذنب مستوجب لنتائجه عاجلا وآجلا فقال سبحانه :
{ ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون }
العذاب الأدنى : الأقرب والأقل وهو عذاب الدنيا مثل : القحط والأسر والقتل .
دون العذاب الأكبر : قبل عذاب الآخرة .
ولنبتليهم بمصائب الدنيا وأسقامها وآفاتها من المجاعات والقتل والأسر ونحو ذلك عظة لهم ليقلعوا عن ذنوبهم قبل العذاب الأكبر وهو عذاب يوم القيامة .
قال الحسن وأبو العالية : والضحاك وأبي بن كعب وإبراهيم النخعي : العذاب الأدنى مصائب الدنيا وأسقامها مما يبتلى به العبيد حتى يتوبوا .
وقال ابن مسعود والحسين بن علي وعبد الله بن الحارث : هو القتل بالسيف يوم بدر .
وقال مقاتل ومجاهد : الجوع سبع سنين بمكة ، حتى أكلوا الجيف ولا خلاف أن العذاب الأكبر عذاب جهنم أه .
{ ولنذيقنهم } أي أهل مكة من العذاب الأدنى أي : عذاب الدنيا والجدب والقتل والأسر .
{ دون العذاب الأكبر . . . } يعني عذاب الآخرة .
{ لعلهم يرجعون } أي : يتوبون عن الكفر ويرجعون إلى الله عند تصفية فطرتهم بشدة العذاب الأدنى أه .
وقال النيسابوري : ولم يقل : الأصغر في مقابلة الأكبر أو الأبعد في مقابلة الأدنى لأن المقصود هنا هو التخويف والتهديد وذلك إنما يحصل بالقرب لا بالصغر وبالكبر لا بالبعد .
قوله تعالى : " ولنذيقنهم من العذاب الأدنى " قال الحسن وأبو العالية والضحاك وأبي بن كعب وإبراهيم النخعي : العذاب الأدنى مصائب الدنيا وأسقامها مما يبتلى به العبيد حتى يتوبوا . وقاله ابن عباس . وعنه أيضا أنه الحدود . وقال ابن مسعود والحسين بن علي وعبد الله بن الحارث : هو القتل بالسيف يوم بدر . وقال مقاتل : الجوع سبع سنين بمكة حتى أكلوا الجيف ، وقاله مجاهد . وعنه أيضا : العذاب الأدنى عذاب القبر . وقاله البراء بن عازب . قالوا : والأكبر عذاب يوم القيامة . قال القشيري : وقيل عذاب القبر . وفيه نظر ؛ لقوله : " لعلهم يرجعون " . قال : ومن حمل العذاب على القتل قال : " لعلهم يرجعون " أي يرجع من بقي منهم . ولا خلاف أن العذاب الأكبر عذاب جهنم ، إلا ما روي عن جعفر بن محمد أنه خروج المهدي بالسيف . والأدنى غلاء السعر . وقد قيل : إن معنى قوله : " لعلهم يرجعون " . على قول مجاهد والبراء : أي لعلهم يريدون الرجوع ويطلبونه كقوله : " فارجعنا نعمل صالحا " {[12682]} [ السجدة : 12 ] . وسميت إرادة الرجوع رجوعا كما سميت إرادة القيام قياما في قوله تعالى : " إذا قمتم إلى الصلاة " {[12683]} [ المائدة : 6 ] . ويدل عليه قراءة من قرأ : " يرجعون " على البناء للمفعول . ذكره الزمخشري .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.