الآية 21 [ وقوله تعالى ]( {[16422]} ) : { ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر } اختلف في العذاب الأدنى : قال بعضهم : هو القتل يوم بدر ، ومنهم من يقول : هو الجوع في السنين التي كانت لهم فيها ، والضيق والشدة ، ومنهم من يقول : هو المصائب التي تصيبهم ، وأمثال ذلك كثيرة .
لكن ذلك العذاب ، ليس هو عذاب الكفر ، لأن عذاب الكفر في الآخرة أبدا دائما ، لا زوال ولا انقطاع . فأما عذاب الدنيا لهم [ فهو ]( {[16423]} ) عذاب عنادهم وما يكون منهم من الجنايات في حال كفرهم ، يعذبون في الدنيا ليذكرهم ذلك العذاب في الآخرة العذاب الدائم ليمنعهم ما( {[16424]} ) به يعذبون في الدنيا عن عذاب الآخرة .
وكذلك ما أعطى لهم من اللذات والنعيم في الدنيا ، وإن كان منقطعا ، ليذكرهم( {[16425]} ) ذلك النعيم وتلك اللذات لذات الآخرة ونعمها الدائمة . ولذلك رغب الله خلقه إلى طلب الآخرة ، وأخبر أن لهم فيها من اللذات كذا في غير آية من القرآن كقوله( {[16426]} ) : { وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين } الآية [ الزخرف : 71 ] ونحوه كثير . والعذاب الأكبر هو عذاب الآخرة ، وهو عذاب الكفر والتكذيب .
وقوله تعالى : { لعلهم يرجعون } لكي يلزمهم حجة الرجوع عما هم فيه من التكذيب لئلا يقولوا { إنا كنا عن هذا غافلين } [ الأعراف : 172 ] والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.