تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَا يَمۡلِكُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (86)

81

المفردات :

إلا من شهد بالحق : بالتوحيد عن علم وبصيرة .

التفسير :

86- { ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون } .

لا تملك الآلهة المدّعاة شفاعة ولا نفعا ولا ضرا فعبادتها ضائعة ، وشفاعتها مردودة ، وهي ليست آلهة إلا بدعواهم المرفوضة ، فالأصنام والأوثان ، والعزير وعيسى والملائكة ، وكل ما عُبد من دون الله ، لا يملك شفاعة ولا يقدر عليها ، لكن من شهد بالحق وآمن بالله وملائكته وكتبه ، ورسله واليوم الآخر عن يقين وبصيرة وعلم ، فإنه حري بأن تقبل شفاعته عند الله تعالى .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَلَا يَمۡلِكُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (86)

شرح الكلمات :

{ ولا يملك الذين يدعون } : أي يعبدونهم .

{ من دونه } : أي من دون الله .

{ الشفاعة } : أي لأحد .

المعنى :

لما أعلم تعالى في الآية السابقة أن رجوع الناس إليه يوم القيامة ، وكان المشركون يزعمون أن آلهتهم من الملائكة وغيرها تشفع لهم يوم القيامة واتخذوا هذا ذريعة لعبادتهم فأعلمهم تعالى في هذه الآية ( 86 ) أن من يدعونهم بمعنى يعبدونهم من الأصنام والملائكة وغيرهم من دون الله لا يملكون الشفاعة لأحد ، فالله وحده هو الذي يملك الشفاعة ويعطيها لمن يشاء هذا معنى قوله تعالى : { ولا يملك الذي يدعون من دونه الشفاعة } وقوله تعالى { إلا من شهد بالحق وهم يعلمون } أي استثنى الله تعالى أن من شهد بالحق أي بأنه لا إله إلا الله ، وهو يعلم ذلك علما يقينا فهذا قد يشفع له الملائكة أو الأنبياء فقال عز وجل { إلا من شهد بالحق وهم يعلمون } بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم فالموحدون تنالهم الشفاعة بإذن الله تعالى .

الهداية :

من الهداية :

- لا يملك الشفاعة يوم القيامة أحد إلا الله تعالى فمن أذن له شفع ومن لم يأذن له لا يشفع ، ولا يشفع إلا لأهل التوحيد خاصة أما أهل الشرك والكفر فلا شفاعة لهم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَا يَمۡلِكُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (86)

{ وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ } أي : كل من دعي من دون اللّه ، من الأنبياء والملائكة وغيرهم ، لا يملكون الشفاعة ، ولا يشفعون إلا بإذن اللّه ، ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ، ولهذا قال : { إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ } أي : نطق بلسانه ، مقرا بقلبه ، عالما بما شهد به ، ويشترط أن تكون شهادته بالحق ، وهو الشهادة للّه تعالى بالوحدانية ، ولرسله بالنبوة والرسالة ، وصحة ما جاءوا به ، من أصول الدين وفروعه ، وحقائقه وشرائعه ، فهؤلاء الذين تنفع فيهم شفاعة الشافعين ، وهؤلاء الناجون من عذاب اللّه ، الحائزون لثوابه .