تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُؤۡخَذُ مِنكُمۡ فِدۡيَةٞ وَلَا مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ مَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُۖ هِيَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (15)

12

المفردات :

فدية : ما يبذل لحفظ النفس أو المال من الهلاك .

مأواكم النار : مقامكم ومنزلكم الذي تأوون إليه .

مولاكم : أولى بكم .

المصير : المآل والعاقبة .

التفسير :

15- { فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } .

فاليوم : وهو يوم القيامة ، ويوم الجزاء ، يتمنى الكافر أن يفتدي نفسه من العذاب بالدنيا وما فيها لو كان يملكها ، وهو يوم لا محسوبية فيه ولا شفاعة ، ولا تقبل فيه فدية : وهي ما يبذل لحفظ النفس عند النّائبة والمصيبة ، أي : لن يقبل من المنافقين ملء الأرض ذهبا ، ولا من الذي كفروا بالدّين ، ليفتدوا أنفسهم من العذاب .

{ مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } .

مقامكم ومنزلكم وإقامتكم الدائمة في نار جهنم .

هي مولاكم : هي أولى بكم ، ولا وليّ لكم سواها ، وبئس المرجع والمنقلب في نار جهنم ، نعوذ بالله من حال أهل النار .

وفي الحديث الصحيح : " إن الله تعالى يقول للكافر : أرأيتك لو كان لك أضعاف الدنيا ، أكنت تفتدي بجميع ذلك من عذاب النار ؟ فيقول : نعم يا ربّ ، فيقول الله تبارك وتعالى : قد سألتك ما هو أيسر من ذلك ، وأنت في ظهر أبيك آدم ، ألا تشرك بي ، فأبيت إلاّ الشرك " 11

وجاء في تفسير القرطبي : السعيد من لا يغترّ بالطمع ، ولا يركن إلى الخدع ، ومن أطال الأمل نسي العمل ، وغفل عن الأجل .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُؤۡخَذُ مِنكُمۡ فِدۡيَةٞ وَلَا مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ مَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُۖ هِيَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (15)

شرح الكلمات :

{ فاليوم لا يؤخذ منكم فدية } : أي مال تفدون به أنفسكم إذ لا مال يومئذ ينفع ولا ولد .

{ ولا من الذين كفروا } : أي ولا فدية تقبل من الذين كفروا .

{ مأواكم النار هي مولاكم } : أي مستقركم ومكان إيوائكم النار وهي أولى بكم لخبث نفوسكم .

{ وبئس المصير } : أي مصيركم الذي صرتم إليه وهو النار .

المعنى :

قال تعالى : { فاليوم لا يؤخذ منكم فدية } أي فداء مهما كان ولا من الذين كفروا كذلك مأواكم النار أي محل إيوائكم وإقامتكم الدائمة النار هي مولاكم أي من يتولاكم ويضمكم في أحضانه وهي أولى بكم لخبث نفوسكم وعفن أرواحكم من جراء النفاق والكفر ، وبئس المصير الذي صرتم إليه إنه النار .

الهداية

من الهداية :

بيان صفات المنافقين في الدنيا وهي إبطان الكفر في نفوسهم والتربص بالمؤمنين للانقضاض عليهم متى ضعفوا أو هزموا وأمانيهم في عدم نصرة الإِسلام . وشكهم الملازم لهم حتى أنهم لم يخرجوا منه إلى أن ماتوا شاكين في صحة الإِسلام وما جاء به وأخبر عنه من وعد ووعيد .