فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُؤۡخَذُ مِنكُمۡ فِدۡيَةٞ وَلَا مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ مَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُۖ هِيَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (15)

{ فاليوم لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ } تفدون بها أنفسكم من النار أيها المنافقون { وَلاَ مِنَ الذين كَفَرُوا } بالله ظاهراً وباطناً { مَاوَاكُمُ النار } أي منزلكم الذي تأوون إليه النار { هِيَ مولاكم } أي هي أولى بكم ، والمولى في الأصل من يتولى مصالح الإنسان ثم استعمل فيمن يلازمه ، وقيل : معنى { مولاكم } : مكانكم عن قرب ، من الولي وهو القرب .

وقيل : إن الله يركِّب في النار الحياة والعقل ، فهي تتميز غيظاً على الكفار ، وقيل المعنى : هي ناصركم على طريقة قول الشاعر :

تحية بينهم ضرب وجيع *** . . .

{ وَبِئْسَ المصير } الذي تصيرون إليه وهو النار .

/خ15