محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُؤۡخَذُ مِنكُمۡ فِدۡيَةٞ وَلَا مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ مَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُۖ هِيَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (15)

{ فاليوم لا يؤخذ منكم فدية } هذا من تتمة قول المؤمنين للمنافقين بعد أن ميز بينهم أي فاليوم لا يقبل منكم ما يفتدى به بدلا من عذابكم وعوضا من عقابكم { ولا من الذين كفروا } يعني المجاهرين بالكفر من المحادين لله ولرسوله { ماواكم النار هي مولاكم } أي أولى بكم أو تتولاكم كما توليتم موجباتها في الدنيا { وبئس المصير } أي النار .

ثم نعى عليهم رخاوة عقدهم فيما ندبوا إليه من التصدق في سبيل الله بأن ذلك من أثر قلة العناية بالخضوع لذكره وتنزيله تعريضا بالمنافقين وسوقا للمؤمنين إلى الكمال فقال سبحانه :

{ ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون }