الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُؤۡخَذُ مِنكُمۡ فِدۡيَةٞ وَلَا مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ مَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُۖ هِيَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (15)

{ فِدْيَةٌ } ما يفتدى به { هِىَ مولاكم } قيل : هي أولى بكم ، وأنشد قول لبيد :

فَغَدَتْ كِلاَ الْفَرَجَيْنِ تَحْسِبُ أَنَّهُ *** مُولِي المَخَافَةَ خَلْفَهَا وَأَمَامَهَا

وحقيقة مولاكم : محراكم ومقمنكم . أي : مكانكم الذي يقال فيه هو أولى بكم ، كما قيل : هو مئنة للكرم ، أي مكان ؛ لقول القائل : إنه الكريم . ويجوز أن يراد : هي ناصركم ، أي لا ناصر لكم غيرها . والمراد : نفي الناصر على البتات . ونحوه قولهم : أصيب فلان بكذا فاستنصر الجزع . ومنه قوله تعالى : { يغاثوا بماء كالمهل } [ الكهف : 9 ] وقيل : تتولاكم كما توليتم في الدنيا أعمال أهل النار .