إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُؤۡخَذُ مِنكُمۡ فِدۡيَةٞ وَلَا مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ مَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُۖ هِيَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (15)

{ فاليوم لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ } فداءٌ وقُرئَ تُؤخذُ بالتاءِ { وَلاَ مِنَ الذين كَفَرُوا } أي ظاهراً وباطناً { مأواكم النار } لا تبرحُونَها أبداً { هِيَ مولاكم } أي أَوْلَى بكُم وحقيقتُه مكانُكُم الذي يُقالُ فيهِ هو أَوْلى بكُم كما يقالُ هو مِئْنةُ الكرمِ أي مكانٌ لقولِ القائلِ إنَّه لكريمٌ أو مكانُكم عن قريبٍ من الولِي وهو القُربُ أو ناصركُم على طريقةِ قولِه : [ الوافر ]

[ وخيل قد دلفت لها بخيل ] *** تحيَّةُ بينِهم ضَربٌ وَجِيْعُ{[771]}

أو متوليكُم تتولاَّ كم كَما توليتُم موجباتِها { وَبِئْسَ المصير } أي النَّارُ .


[771]:وهو لعمرو بن معد يكرب في ديوانه (ص149)؛ وخزانة الأدب (9/252، 257، 258، 261، 262، 263)؛ وشرح أبيات سيبويه (2/200)؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب (1/345)، وشرح المفصل (2/80)، والكتاب (2/323)؛ والمقتضب (2/20)، (4/413).