غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُؤۡخَذُ مِنكُمۡ فِدۡيَةٞ وَلَا مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ مَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُۖ هِيَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (15)

1

{ فاليوم لا يؤخذ منكم } أيها المنافقون { فدية } قيل أي توبة والأولى العموم ليشمل كل ما يفتدى به { ولا من الذين كفروا } في الظاهر . فالحاصل أنه لا فرق بين الذين أضمروه فإن كلا منكم { مأواكم النار هي مولاكم } وقيل : المراد أنها تتولى أموركم كما توليتم في الدنيا أعمال أهل النار وقيل : أراد هي أولى بكم . قال جار الله حقيقته هي محراكم ومقمنكم أي مكانكم الذي يقال فيه هو أولى بكم كما قيل هو مئنة للكرم أي مكان لقول القائل " إنه لكريم " . قال في التفسير الكبير : هذا معنى وليس بتفسير للفظ من حيث اللغة ، وغرضه أن الشريف المرتضى لما تمسك في إمامة علي رضي الله عنه بقوله صلى الله عليه وسلم " من كنت مولاه فعلى مولاه " فهذا علي مولانا احتج بقول الأئمة تفسير الآية أن المولى معناه الأولى ، وإذا ثبت أن اللفظ محتمل وجب حمله عليه لأن ما عداه بين الثبوت ككونه ابن العم والناصر ، أو بين الانتفاء كالمعتق والمعتق فيكون على التقدير الأول عبثاً ، وعلى التقدير الثاني كذباً . قال : وإذا كان قول هؤلاء معنى لا تفسيراً بحسب اللغة سقط الاستدلال . قلت : في هذا الإسقاط بحث لا يخفى . وجوز أن يراد في الآية نفي الناصر لأنه إذا قال هي ناصركم على سبيل التهكم وليس لها نصرة لزم نفي الناصر رأساً كقوله تعالى { يغاثوا بماء كالمهل } [ الكهف :29 ] ويقال ناصره الخذلان ومعينه البكاء .

/خ29