تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّا سَنُلۡقِي عَلَيۡكَ قَوۡلٗا ثَقِيلًا} (5)

المفردات :

قولا ثقيلا : شاقا على المكلّفين ، أو له وزن واعتبار حيث يكون سببا في هداية أمّة .

التفسير :

1- إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا .

أي : تهيأ روحيا بقيام الليل ، واستعد للمناجاة والصلاة والتهجد ، وشفافية الروح والعبادة والمناداة ، لأن وحيا ثقيلا من عالم الغيب ، سيصل إليك مع جبريل الروح الأمين .

أو لأن هذا القرآن كلام الله ، مشتمل على الأمر والنهي والحلال والحرام ، والتشريع والقصص ، وهو كلام له وزن وقيمة وثقل ، وليس كلاما سفسافا لا ثقل له .

أو هو ثقيل في ميزان العبد يوم القيامة .

أو هو يحرّك القلب والنفس والفؤاد إلى معرفة الخالق ، والتجاوب مع هذا الكون الخاضع لأمر الله تعالى .

قال تعالى : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدّعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون . ( الحشر : 21 ) .

وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت : ولقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد وإن جبينه ليتفصد عرقا . iv .

وقال الإمام فخر الدين الرازي في التفسير الكبير :

والمراد من كونه ثقيلا هو عظم قدره وجلاله خطره ، وكل شيء عظم خطره فهو ثقيل ، وهذا معنى قول ابن عباس : قولا ثقيلا . يعني كلاما عظيما .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{إِنَّا سَنُلۡقِي عَلَيۡكَ قَوۡلٗا ثَقِيلًا} (5)

{ إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا } هذه الآية اعتراض بين آية قيام الليل ، والقول الثقيل هو القرآن واختلف في وصفه بالثقل على خمسة أقوال .

أحدها : أنه سمي ثقيلا لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقاه من الشدة عند نزول الوحي عليه حتى أن جبينه ليتفصد عرقا في اليوم الشديد البرد ، وقد كان يثقل جسمه عليه الصلاة والسلام بذلك حتى إنه إذا أوحى إليه وهو على ناقته بركت به ، وأوحى إليه وفخذه على فخذ زيد بن ثابت فكادت أن ترض فخذ زيد والثقل على هذا حقيقة .

الثاني : أنه ثقيل على الكفار بإعجازه ووعيده .

الثالث : أنه ثقيل في الميزان .

الرابع : أنه كلام له وزن ورجحان .

الخامس : أنه ثقيل لما تضمن من التكاليف والأوامر والنواهي ، وهذا اختيار ابن عطية وعلى هذا يناسب الاعتراض بهذه الآية ، قيام الليل لمشقته .