غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنَّا سَنُلۡقِي عَلَيۡكَ قَوۡلٗا ثَقِيلًا} (5)

1

حين أمره بقيام الليل وبتدبر القرآن فيه وعده بقوله { إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً } كأنه قال : صير نفسك بأنوار العبادة والتلاوة مستعداً لقبول الفيض الأعظم وهو القرآن وما فيه من الأوامر والنواهي التي هي تكاليف شاقة على نفوس البشر . وقيل : ثقله أنه كان إذا نزل عليه الوحي تربد جلده وارفض جبينه عرقاً . ومنه قيل " برحاء الوحي " . وقال الحسن : أراد ثقله في الميزان وقال أبو علي الفارسي : ثقيل على المنافقين من حيث إنه يهتك أستارهم وقال الفراء : كلام له وزن وموقع لأنه حكمة وبيان ليس بالسفساف وما لا يعبأ به . وقيل : باقٍ على وجه الدهر لأن الثقيل من شأنه أن لا يزول عن حيزه . وقيل : يثقل إدراك معانيه وإحضارها . والفرق بين أقسامها من المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ والظاهر والمؤل .

/خ20