الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِنَّا سَنُلۡقِي عَلَيۡكَ قَوۡلٗا ثَقِيلًا} (5)

قوله : { إِنَّا سَنُلْقِي } : هذه الجملةُ مستأنفةٌ . وقال الزمخشري : " وهذه الآيةُ اعتراضٌ " . ثم قال : " وأراد بهذا الاعتراضِ أنَّ ما كُلِّفَهُ مِنْ قيامِ الليلِ مِنْ جُملةِ التكاليفِ الثقيلةِ الصعبةِ التي وَرَدَ بها القرآنُ ؛ لأنَّ الليلَ وقتُ السُّباتِ والراحةِ والهدوءِ ، فلا بُدَّ لِمَنْ أحياه مِنْ مُضادَّةٍ لطَبْعِه ومجاهدةٍ لنَفْسِه " . انتهى . يعني بالاعتراضِ من حيث المعنى لا من حيث الصناعةُ ؛ وذلك أنَّ قولَه : { إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ } مطابِقٌ لقولِه : { قُمِ الْلَّيْلَ } فكأنه شابَهَ الاعتراضَ من حيث دُخولُه بين هذَيْن المتناسِبَيْنِ .