تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{يَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ} (22)

14

المفردات :

اللؤلؤ : الدرّ المخلوق في الأصداف .

المرجان : الخرز الأحمر .

التفسير :

22 ، 23- { يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .

من الماء المالح يخرج اللؤلؤ والمرجان ، ومعنى يخرج منهما ، أي من الماء : اللؤلؤ والمرجان .

قال القرطبي :

إن العرب تجمع الجنسين ثم تخبر عن أحدهما ، كقوله تعالى : يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم . . . ( الأنعام : 130 ) . وإنما الرسل من الإنس دون الجن .

وقال الزجاج :

قد ذكرهما الله ، فإذا أُخرج من أحدهما شيء فقد خرج منهما ، وهو كقوله تعالى : { أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا } . ( نوح : 15-16 ) . ولكن أجمل ذكر السبع ، فكان باقي إحداهما فيهن .

والله تعالى يقول : { وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } . ( فاطر : 12 ) .

وجاء في تفسيرها في المنتخب من تفسير القرآن الكريم ما يأتي :

وما يستوي البحران في علمنا وتقديرنا ، وإن اشتركا في بعض منافعهما ، هذا ماؤه عذب يقطع العطش لشدة عذوبته وحلاوته وسهوله تناوله ، وهذا مالح شديد الملوحة ، ومن كل تأكلون لحما طريا مما تصيدون من الأسماك ، وتستخرجون من الماء المالح ما تتخذونه زينة كاللؤلؤ والمرجان . وترى – أيها المُشاهد – السفن تجري فيه ، شاقَّة الماء بسرعتها لتطلبوا شيئا من فضل الله بالتجارة ، ولعلكم تشكرون لربكم هذه النعم .

وفي التعليق بالهامش نستخلص الآتي :

العلم والواقع أثبتا أن الحلي تستخرج من صدفيات الأنهار أيضا ، فتوجد اللآلئ في المياه العذبة في انجلترا واسكتلندا وويلز ، وتشيكوسلوفاكيا واليابان . . إلخ ، بالإضافة إلى مصايد اللؤلؤ البحرية الشهيرة ، ويوجد الياقوت في الرواسب النهرية في بورما العليا ، أما في سيام وفي سيلان فيوجد الياقوت غالبا في الرواسب النهريةvii .

{ فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .

بأي نعم الله عليكما تكذبان ؟ فقد جعل الله الأرض مصدرا للحب والزروع والأشجار والفواكه ، وجعل البحر والنهر مصدرا للسمك والحُليّ ، فكل من البرّ والبحر أساس حياتنا وزينتنا ، وكل هذه آلاء الله ونعماؤه ، التي لا يجحدها إلا منكر كفار ، الله لا بشيء من نعمك ربنا نكذب ، فلك الحمد .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{يَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ} (22)

{ يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان } أي يخرج من أحدهما وهو الملح : اللؤلؤ والمرجان المعروفان . وإنما قيل " منهما " لأنهما لما التقيا وصارا كالشيء الواحد جاز أن يقال يخرجان منهما ؛ كما يقال : يخرجان من البحر ، وهما يخرجان من جميعه ، ولكن من بعضه . كما تقول : خرجت من البلد ، وإنما خرجت من محلة من محلاته . وقد ينسب إلى الاثنين ما هو لواحد ؛ كما يسند إلى الجماعة ما صدر من أحدهم . والعرب تجمع الجنسين وتريد أحدهما ، وجاء على هذا الأسلوب قوله تعالى : " يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم " {[343]}وإنما الرسل من الإنس دون الجن . وقوله تعالى : " ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا . وجعل القمر فيهن نورا " {[344]} والقمر في سماء الدنيا ؛ ولكنه أجمل ذكر السموات السبع ، فساغ أن يجعل ما في إحداهن فيهن .


[343]:آية 130 الأنعام.
[344]:آيتا 15، 16 نوح.
 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{يَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ} (22)

اللؤلؤ : هو الدر المعروف المخلوق في الأصداف .

المرجان : نوع أحمر من حيوان البحر أيضا يُتخذ حلياً .

ومن البحر المالح والعذب يخرجُ اللؤلؤ والمرجان ، يتّخذ الناس منهما حِليةً يلبسونها .

قراءات

قرأ الجمهور : يخرُج بفتح الياء وضم الراء . وقرأ نافع وأبو عمرو ويعقوب : يُخرَج بضم الياء وفتح الراء على البناء للمجهول .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ} (22)

واللؤلؤ والمرجان ، ويكون مستقرا مسخرا للسفن والمراكب ، ولهذا قال :

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{يَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ} (22)

قوله تعالى : { فبأي آلاء ربكما تكذبان يخرج منهما } قرأ أهل المدينة والبصرة : يخرج بضم الياء وفتح الراء ، وقرأ الآخرون بفتح الياء وضم الراء ، { اللؤلؤ والمرجان } وإنما يخرج من المالح دون العذب ، وهذا جائز في كلام العرب أن يذكر شيئان ثم يخص أحدهما بفعل ، كما قال عز وجل : { يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم }( الأنعام-130 ) وكان الرسل من الإنس دون الجن . وقال بعضهم يخرج من ماء السماء وماء البحر . قال ابن جريج : إذا أمطرت السماء فتحت الأصداف أفواهها فحيثما وقعت قطرة كانت لؤلؤة ، واللؤلؤ : ما عظم من الدر ، والمرجان : صغارها . وقال مقاتل ومجاهد على الضد من هذا . وقيل : المرجان الخرز الأحمر . وقال عطاء الخراساني : هو البسد .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{يَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ} (22)

{ يخرج منهما } أراد من أحدهما وهو الملح { اللؤلؤ } وهو الحب الذي يخرج من البحر { والمرجان } صغار اللؤلؤ

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{يَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ} (22)

قوله تعالى : " يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان " أي يخرج لكم من الماء اللؤلؤ والمرجان{[14534]} ، كما يخرج من التراب الحب والعصف والريحان . وقرأ نافع وأبو عمر " يخرج " بضم الياء وفتح الراء على الفعل المجهول . الباقون " يخرج " بفتح الياء وضم الراء على أن اللؤلؤ هو الفاعل . وقال : " منهما " وإنما يخرج من الملح لا العذب ؛ لأن العرب تجمع الجنسين ثم تخبر عن أحدهما ، كقوله تعالى : " يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم{[14535]} " [ الأنعام : 130 ] وإنما الرسل من الإنس دون الجن ، قاله الكلبي وغيره . قال الزجاج : قد ذكرهما الله فإذا خرج من أحدهما شيء فقد خرج منهما ، وهو كقوله تعالى : " ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا{[14536]} " [ نوح : 15 ] والقمر في سماء الدنيا ولكن أجمل ذكر السبع فكأن ما في إحداهن فيهن . وقال أبو علي الفارسي : هذا من باب حذف المضاف ، أي من احداهما ، كقوله : " على رجل من القريتين عظيم{[14537]} " [ الزخرف 31 ] أي من إحدى القريتين . وقال الأخفش سعيد : زعم قوم أنه يخرج اللؤلؤ من العذب . وقيل : هما بحران يخرج من أحدهما اللؤلؤ ومن الآخر المرجان . ابن عباس : هما بحرا السماء والأرض . فإذا وقع ماء السماء في صدف البحر انعقد لؤلؤا فصار خارجا منهما ، وقاله الطبري . قال الثعلبي : ولقد ذكر لي أن نواة كانت في جوف صدفة ، فأصابت القطرة بعض النواة ولم تصب البعض ، فكان حيث أصاب القطرة من النواة لؤلؤة وسائرها نواة . وقيل : إن العذب والملح قد يلتقيان ، فيكون العذب كاللقاح للملح ، فنسب إليهما كما ينسب الولد إلى الذكر والأنثى وإن ولدته الأنثى ، لذلك قيل : إنه لا يخرج اللؤلؤ إلا من وضع يلتقي فيه العذب والملح . وقيل : المرجان عظام اللؤلؤ وكباره ، قاله علي وابن عباس رضي الله عنهما . واللؤلؤ صغاره . وعنهما أيضا بالعكس : إن اللؤلؤ كبار اللؤلؤ والمرجان صغاره ، وقاله الضحاك وقتادة . وقال ابن مسعود وأبو مالك : المرجان الخرز الأحمر .


[14534]:ما بين المربعين ساقط من ز، ل.
[14535]:راجع جـ 7 ص 85.
[14536]:راجع جـ 18 ص 304.
[14537]:راجع جـ 16 ص 82.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{يَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ} (22)

ولما ذكر المنة بالبحر ذكر النعمة بما ينبت فيه كما فعل بالبر ، فقال معبراً بالمبني للمفعول لأن كلاً من وجوده فيه والتسليط على إخراجه منه خارق من غير نظر إلى مخرج معين ، والنعمة نفس الخروج ، ولذلك قرأ غير{[61877]} نافع والبصريين بالبناء{[61878]} للفاعل من الخروج : { يخرج منهما } أي بمخالطة العذب الملح من غير واسطة أو بواسطة السحاب ، فصار ذلك كالذكر والأنثى ، قال الرازي : فيكون العذب العذب كاللقاح للملح ، وقال أبو حيان{[61879]} : قال الجمهور : إنما يخرج من الأجاج في المواضع التي يقع فيها الأنهار والمياه العذبة فناسب إسناد ذلك إليهما ، وهذا مشهور عند الغواصين ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما وعكرمة مولاه رضي الله عنه : تكون هذه الأشياء في البحر بنزول المطر لأن الصدف وغيرها تفتح أفواهها للمطر - انتهى .

فتكون الأصداف كالأرحام للنطف وماء البحر كالجسد الغاذي ، والدليل على أنه من ماء المطر كما قال الأستاذ حمزة الكرماني : إن من المشهور أن السنة إذا أجدبت هزلت الحيتان ، وقلت الأصداف والجواهر - انتهى . ثم لا شك في أنهما وإن كانا بحرين فقد جمعهما وصف واحد بكونهما ماء{[61880]} ، فيسوغ إسناد الخروج إليهما كما يسند خروج الإنسان إلى جميع البلد ، وإنما خرج من دار منها كما نسب الرسل إلى الجن والإنس بجمعهما في خطاب واحد فقال :

{ رسل منكم }[ الأنعام : 130 ] وكذا

{ وجعل القمر فيهن نوراً }[ نوح : 16 ] ومثله كثير { اللؤلؤ } وهو الدر الذي هو{[61881]} في غاية البياض والإشراق والصفاء { والمرجان * } أي القضبان الحمر التي هي في غاية الحمرة ، فسبحان من غاير بينهما في اللون والمنافع والكون - نقل هذا القول{[61882]} ابن عطية عن ابن مسعود رضي الله عنه ، وقال : و{[61883]}هذا هو المشهور الاستعمال - انتهى{[61884]} ، وقال جمع كثير : إن{[61885]} اللؤلؤ كبار الدر والمرجان صغاره .


[61877]:- زيد من مد.
[61878]:- راجع نثر المرجان 7/ 144.
[61879]:- راجع البحر المحيط 8/ 191.
[61880]:- زيد من ظ.
[61881]:- زيد من ظ.
[61882]:- زيد من ظ.
[61883]:- زيد من ظ.
[61884]:- زيد من ظ.
[61885]:- زيد من ظ.