فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ} (22)

{ يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ } . قرأ الجمهور { يَخْرُجُ } بفتح الياء وضم الراء مبنياً للفاعل ، وقرأ نافع وأبو عمرو بضم الياء وفتح الراء مبنياً للمفعول ، واللؤلؤ : الدرّ ، والمرجان : الخرز الأحمر المعروف . وقال الفرّاء : اللؤلؤ : العظام ، والمرجان : ما صغر . قال الواحدي ؛ وهو قول جميع أهل اللغة . وقال مقاتل والسديّ ومجاهد : اللؤلؤ : صغاره ، والمرجان : كباره ، وقال : { يَخْرُجُ مِنْهُمَا } وإنما يخرج ذلك من المالح لا من العذب ، لأنه إذا خرج من أحدهما فقد خرج منهما ، كذا قال الزجاج وغيره . وقال أبو علي الفارسي : هو من باب حذف المضاف : أي من أحدهما كقوله : { على رَجُلٍ مّنَ القريتين عَظِيمٍ } [ الزخرف : 31 ] وقال الأخفش : زعم قوم أنه يخرج اللؤلؤ من العذب ، وقيل : هما بحران يخرج من أحدهما اللؤلؤ ، ومن الآخر المرجان ، وقيل : هما بحر السماء وبحر الأرض ، فإذا وقع ماء السماء في صدف البحر انعقد لؤلؤاً ، فصار خارجاً منهما .

/خ25