فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ} (22)

{ يخرج } قرأ الجمهور على البناء للفاعل ، وقرئ على البناء بمفعول ، وهما سبعيتان { منهما اللؤلؤ } أي : الدر { والمرجان } الخرز الأحمر المعروف ، وقال الفراء : اللؤلؤ العظام والمرجان ما صغر ، قال الواحدي : وهو قول جميع أهل اللغة ، وقال مقاتل والسدي ومجاهد : اللؤلؤ صغار الدر والمرجان كباره ، وقال ابن عباس : إذا مطرت السماء فتحت الأصداف في البحر أفواهها فما وقع فيها من قطر السماء فهو اللؤلؤ ، وعن علي قال : المرجان عظام اللؤلؤ ، وقال ابن عباس : اللؤلؤ ما عظم منه ، والمرجان : اللؤلؤ الصغار قال ابن مسعود : المرجان الخرز الأحمر .

وقال : منهما وإنما يخرج ذلك من المالح لا من العذب ، لأنه إذا خرج من أحدهما فقد خرج منهما ، كذا قال الزجاج وغيره وقال أبو علي الفارسي : هو من باب حذف المضاف أي من أحدهما كقوله : على رجل من القريتين عظيم ، وتقول : خرجت من البلد وإنما خرجت من محلة من محله ، وقال الأخفش : زعم قوم أنه يخرج اللؤلؤ ، من العذب وقيل : هما بحران يخرج من أحدهما اللؤلؤ ومن الآخر المرجان ، وقيل : لا يخرجان إلا من ملتقى الملح والعذب ، وقيل : هما بحر السماء وبحر الأرض ، فإذا وقع السماء في صدف البحر انعقد لؤلؤ فصار خارجا عنهما ، وقال بعضهم : كلام الله أولى بالاعتبار من كلام بعض الناس ، فمن الجائز أن يسوقهما من البحر العذب إلى الملح ، واتفق أنهم لم يخرجوهما إلا من الملح ، وإذا كان في البر أشياء تخفى على التجار المترددين القاطعين المفاوز فكيف بما في قعر البحر ؟ .

وأجاب عنه ابن عادل بأن الله لا يخاطب الناس ولا يمتن عليهم إلا بما يألفون ويشاهدون ، ولا يخلو هذا الجواب عن التعسف