الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{يَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ} (22)

وقوله سبحانه : { يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ } قال جمهور من المتأولين : إنما يخرُج ذلك من «الأُجَاجِ » في المواضع التي تقع فيها الأنهار والمياه العذبة ؛ فلذلك قال : { مِنْهُمَا } .

( ت ) : وهذا بناء على أَنَّ الضمير في { مِنْهُمَا } للعذب وللمالح ، وأَمَّا على قول مَنْ قال : إنَّ البحرين بَحْرُ فَارِسَ والرُّومِ ، أو بَحْر القُلْزُمِ وبَحْرُ الشَّامِ فلا إشكالَ ؛ إذْ كُلُّها مالحةٌ ، وقد نقل الأخفش عن قوم ؛ أَنَّهُ يخرج اللؤلؤ والمرجان من المالح ومن العذب ، وليس لِمَنْ رَدَّهُ حُجَّةٌ قاطعة ، ومَنْ أَثْبَتَ أولى مِمَّنْ نفي ، قال أبو حيَّان : والضمير في { مِنْهُمَا } يعود على البحرين ، يعني : العَذْبَ والمَالِحَ ، والظاهرُ خروجُ اللؤلؤِ والمَرْجَانِ منهما ، وحكاه الأخفَشُ عن قوم ، انتهى .