الآية 22 وقوله تعالى : { يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان } : منهم من قال : يخرجان{[20281]} من العذب والمالح جميعا كما هو ظاهر الآية .
ومنهم من قال : يخرجان من المالح خاصة دون العذب ، وإن كانت الإضافة إليهما ، وذلك جائز في اللغة كقوله : { يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم } ؟ [ الأنعام : 130 ] ولم يأت من الجن رسل ، وذلك كثير في القرآن .
ثم قرئ بنصب الياء ورفع الياء ونصب الراء{[20282]} ؛ فالأول على جعل الفعل لغيرهما كقوله تعالى : { وتستخرجون حلية تلبسونها } [ فاطر : 12 ] .
ثم اختلف في اللؤلؤ والمرجان : منهم من قال : اللؤلؤ ما عظم منه ، والمرجان ما صغر من اللؤلؤ .
ومنهم من قال على العكس ، وأكثرهم على الأول . كذلك روي عن ابن عباس والحسن وقتادة والضحاك . وكذا قال أبو عوسجة : المرجان صغار اللؤلؤ والواحدة مرجانة .
وقيل : إن المرجان المختلط من الجواهر ؛ من قولهم : مرجت أي خلطت . وقيل : إنه ضرب خاص من الجوهر من البحر .
وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : إذا جاء القطر من السماء انفتحت الأصداف ، فكان من ذلك اللؤلؤ وقيل : إنما قال تعالى : { يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان } وإنما يخرج اللؤلؤ من العذب دون المالح لأن العذب والمالح يلتقيان ، فيكون العذب لقاحا للمالح كما يقال : يخرج الولد من الذكر والأنثى ، وإنما تلده الأنثى ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.