تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ} (6)

4

المفردات :

عرّفها لهم : يهدي أهل الجنة إلى مساكنهم بإلهام منه تعالى ، فلا يخطئونها .

التفسير :

6- { ويدخلهم الجنة عرفها لهم } .

وييسر لهم دخول الجنة التي وصفها لهم بأنها نعيم خالد : { فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم . . . } ( محمد : 15 ) .

ومن معاني هذه الآية أن المؤمن إذا دخل الجنة ، اهتدى إلى منزله بتوفيق الله وفضله .

روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( والذي نفسي بيده ، إن أحدهم بمنزله في الجنة ، أهدى منه بمنزله الذي كان في الدنيا )4 .

وقال مجاهد : يهتدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم ، وحيث قسم الله لهم منها ، لا يخطئون ، كأنهم ساكنوها منذ خلقوا ، لا يستدلون عليها أحدا .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ} (6)

{ عرفها لهم } يهدي أهل الجنة إلى بيوتهم ومساكنهم ، لا يخطئونها كأنهم ساكنوها منذ خلقوا ؛ وذلك بإلهام منه تعالى .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ} (6)

{ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ } أي : عرفها أولا ، بأن شوقهم إليها ، ونعتها لهم ، وذكر لهم الأعمال الموصلة إليها ، التي من جملتها القتل في سبيله ، ووفقهم للقيام بما أمرهم به ورغبهم فيه ، ثم إذا دخلوا الجنة ، عرفهم منازلهم ، وما احتوت عليه من النعيم المقيم ، والعيش السليم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ} (6)

قوله تعالى : { ويدخلهم الجنة عرفها لهم } أي بين لهم منازلهم في الجنة حتى يهتدوا إلى مساكنهم لا يخطئونها ، ولا يستدلون عليها أحداً كأنهم سكانها منذ خلقوا ، فيكون المؤمن أهدى إلى درجته ، وزوجته وخدمه منه إلى منزله وأهله في الدنيا ، هذا قول أكثر المفسرين .

وروى عطاء عن ابن عباس : { عرفها لهم } أي : طيبها لهم ، من العرف ، وهو الريح الطيبة ، وطعام معرف أي : مطيب .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ} (6)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"وَيُدْخِلُهُمُ الجَنّةَ عَرّفَها لَهُمْ" يقول: ويُدخلهم الله جنته "عرّفها"، يقول: عرّفها وبيّنها لهم، حتى إن الرجل ليأتي منزله منها إذا دخلها كما كان يأتي منزله في الدنيا، لا يُشْكِلُ عليه ذلك...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

... قال بعضهم: {عرّفها لهم} أي طيّبها لهم؛ يقال فلان مُعرّف أي مُطيّب، وطعام معرّف أي مطيّب، وهو قول القتبيّ.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} فيه أربعة تأويلات:

أحدها: عرفها بوصفها على ما يشوق إليها...

الثاني: عرفهم ما لهم فيها من الكرامة...

الثالث: معنى عرفها أي طيبها بأنواع الملاذ، مأخوذ من العرف وهي الرائحة الطيبة...

الرابع: عرفهم مساكنهم فيها حتى لا يسألون عنها...

.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{عرفها لهم} أي- بتعريف الأعمال الموصلة إليها والتوفيق لهم إليها في الدنيا وأيضاً بالتبصير بالمنازل في الآخرة حتى أن أحدهم يصير أعرف بمنزله فيها منه بمنزله في الدنيا، وطيب رائحتها وجعل موضعها عالياً وجدرانها عالية وهي ذات أغراف وشرف، وفي هذه الآية بشرى عظيمة لمن جاهد ساعة ما بأن الله يميته على الإسلام المستلزم لئلا يضيع له عمل...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

فهذا تعريف الله الجنة للشهداء في سبيله. وهذه هي نهاية الهداية الممتدة، وإصلاح البال المستأنف بعد مغادرتهم لهذه الأرض. ونماء حياتهم وهداهم وصلاحهم هناك عند الله...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

معنى {عَرَّفها لهم} أنه وصفها لهم في الدنيا فهم يعرفونها بصفاتها، فالجملة حال من الجنة، أو المعنى هداهم إلى طريقها في الآخرة فلا يترددون في أنهم داخلونها، وذلك من تعجيل الفرح بها. وقيل: {عرفها} جعل فيها عرْفاً، أي ريحاً طيباً، والتطييب من تمام حسن الضيافة.

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ} (6)

{ ويدخلهم الجنة عرفها لهم } بين لهم مساكنهم فيها وعرفهم منازلهم

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ} (6)

ولما كان هذا{[59395]} ثواباً عظيماً {[59396]}ونوالاً جسيماً{[59397]} ، أتبعه ثواباً أعظم منه فقال تعالى : { ويدخلهم الجنة } أي {[59398]}دار القرار{[59399]} الكاملة في النعيم ، وأجاب من {[59400]}كأنه يسأل{[59401]} عن كيفية إدخالهم إياها وكيفيتها عند ذلك بقوله تعالى : { عرفها لهم * } أي-{[59402]} بتعريف الأعمال الموصلة إليها والتوفيق لهم إليها في الدنيا{[59403]} وأيضاً بالتبصير{[59404]} بالمنازل في الآخرة حتى أن أحدهم يصير{[59405]} أعرف بمنزله فيها منه بمنزله في الدنيا ، وطيب رائحتها وجعل موضعها عالياً وجدرانها عالية وهي{[59406]} ذات أغراف وشرف ، وفي هذه الآية بشرى عظيمة لمن جاهد ساعة ما بأن الله يميته على الإسلام المستلزم لئلا يضيع له عمل ، ويؤيده{[59407]} ما رواه الطبراني في الكبير{[59408]} عن فضالة بن عبيد الأنصاري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " للإسلام ثلاث أبيات : سفلى وعليا وغرفة ، فأما السفلى فالإسلام دخل فيه عامة المسلمين {[59409]}فلا تسأل أحداً{[59410]} منهم إلا قال : أنا مسلم ، وأما العليا فتفاضل أعمالهم{[59411]} بعض المسلمين أفضل من بعض ، وأما الغرفة العليا فالجهاد في سبيل الله لا ينالها{[59412]} إلا أفضلهم{[59413]} " .


[59395]:زيد في الأصل: الثواب، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59396]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59397]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59398]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59399]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59400]:في ظ و م ومد: سأل.
[59401]:في ظ و م ومد: سأل.
[59402]:زيد من م ومد.
[59403]:العبارة من هنا إلى "منزله في الدنيا" ساقطة من مد وكلمة "أيضا" ساقطة من ظ و م.
[59404]:من م، وفي الأصل و ظ: بالتبصر.
[59405]:من ظ و م ومد والمجمع، وفي الأصل: فضلهم.
[59406]:سقط من ظ و م ومد.
[59407]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: ويؤيد هذا.
[59408]:راجع مجمع الزوائد للهيثمي 5/274.
[59409]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: فلا يسأل أحد، وفي المجمع: فلا يسأل أحدا.
[59410]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: فلا يسأل أحد، وفي المجمع: فلا يسأل أحدا.
[59411]:من ظ و م ومد واالمجمع، وفي الأصل: أعمال.
[59412]:من مد والمجمع، وفي الأصل و ظ و م: لا ينالهم.
[59413]:من ظ و م ومد والمجمع، وفي الأصل: فضلهم.