تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسۡوَدَّةٌۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡمُتَكَبِّرِينَ} (60)

شقاء المكذبين ونعيم المتقين .

{ ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ( 60 ) وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون ( 61 ) }

المفردات :

كذبوا على الله : وصفوه بما لا يليق ، مثل من ادعى أن له شريكا ، أو أن للأصنام شفاعة عند الله .

وجوههم مسودة : حقيقة ، أو لما يعلوها من كآبة .

مثوى : مأوى ومقاما .

التفسير :

60-{ ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين } .

تصف هذه الآية مشهد الكافرين في القيامة ، هؤلاء الذين ادّعوا أن لله شركاء وصاحبة وولدا ، فتراهم في حالة من الهلع والجزع والكآبة والحزن ، وسوادُ الوجوه إمّا أن يكون حسّيا مشاهدا أمام الناس ، حيث يراهم الناس في حالة من القتام والسواد ، ويجوز أن يكون السواد من باب المجاز لما يعلو وجوههم من الهم والحزن والخوف من غضب الله ونقمته .

{ أليس في جهنم مثوى للمتكبرين } .

أي : إن في جهنم مكانا وإقامة ومقرّا للمتكبرين ، الذي جاءتهم آيات الله ورسالاته فكذبوا بها ، واستكبروا عن إتباعها والانقياد لها ، وكان في مكة فريق من الأغنياء والكبراء يحتقرون الفقراء ، ويأنفون من الانضمام إلى دعوة الإسلام ، فهددهم القرآن بسوء المصير ، ووضع أمامهم المصير الأسود ، والإقامة المستمرة في عذاب جهنم .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسۡوَدَّةٌۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡمُتَكَبِّرِينَ} (60)

وجوههم مسودّة : كناية عن الذل والحسرة .

مثوى : مقام .

ويوم القيامة أيها الرسول ، يدل على الذين كذبوا على الله ذلٌّ وحسْرة ظاهرة على وجوههم إن في جهنم مقاما كبيرا للمتكبرين .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسۡوَدَّةٌۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡمُتَكَبِّرِينَ} (60)

{ 60 - 61 } { وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ * وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }

يخبر تعالى عن خزي الذين كذبوا عليه ، وأن وجوههم يوم القيامة مسودة كأنها الليل البهيم ، يعرفهم بذلك أهل الموقف ، فالحق أبلج واضح كأنه الصبح ، . فكما سوَّدوا وجه الحق بالكذب ، سود اللّه وجوههم ، جزاء من جنس عملهم .

فلهم سواد الوجوه ، ولهم العذاب الشديد في جهنم ، ولهذا قال : { أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ } عن الحق ، وعن عبادة ربهم ، المفترين عليه ؟ بلى واللّه ، إن فيها لعقوبة وخزيا وسخطا ، يبلغ من المتكبرين كل مبلغ ، ويؤخذ الحق منهم بها .

والكذب على اللّه يشمل الكذب عليه باتخاذ الشريك والولد والصاحبة ، والإخبار عنه بما لا يليق بجلاله ، أو ادعاء النبوة ، أو القول في شرعه بما لم يقله ، والإخبار بأنه قاله وشرعه .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسۡوَدَّةٌۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡمُتَكَبِّرِينَ} (60)

قوله تعالى : { ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله } فزعموا أن له ولداً وشريكا . { وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين } عن الإيمان .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسۡوَدَّةٌۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡمُتَكَبِّرِينَ} (60)

ولما كان قد تعمد الكذب عند مس العذاب في عدم البيان والوقت القابل ، قال تعالى محذراً من حاله وحال أمثاله ، ولفت القول إلى من لا يفهمه حق فهمه غيره تسلية له وزيادة في التخويف لغيره : { ويوم القيامة } أي الذي لا يصح في الحكمة تركه { ترى } أي يا محسن { الذين كذبوا } وزاد في تقبيح حالهم في اجترائهم بلفت القول إلى الاسم الأعظم فقال : { على الله } أي الحائز لجميع صفات الكمال بأن وصفوه بما لا يليق به وهو منزه عنه من أنه فعل ما لا يليق بالحكمة من التكليف مع عدم البيان ، ومن خلق الخلق يعدو بعضكم على بعض من غير حساب يقع فيه الإنصاف بين الظالم والمظلوم ، أو ادعوا له شريكاً أو نحو ذلك ، قال ابن الجوزي : وقال الحسن : هم الذين يقولون : إن شئنا فعلنا ، وإن شئنا لم نفعل - انتهى ، وكأنه عنى المعتزلة الذين اعتزلوا مجلسه وابتدعوا قولهم : إنهم يخلقون أفعالهم ، ويدخل فيه كل من تكلم في الدين بجهل ، وكل من كذب وهو يعلم أنه كاذب في أيّ شيء كان ، فإنه من حيث إن فعله فعل من يظن أن الله لا يعلم كذبه أو لا يقدر على جزائه كأنه كذب على الله - تراهم بالعين حال كونهم { وجوههم مسودة } مبتدأ وخبر ، وهو حال الموصول أي ثابت سوادها زائد البشاعة والمعظم في الشناعة بجعل ذلك أمارة عليهم ليعرفهم من يراهم بما كذبوا في الدنيا فإنهم لم يستحيوا من الكذب المخزي ، أليس ذلك زاجراً عن مطلق الكذب فكيف بالكذب على الله الذي جهنم سجنه فكيف بالمتكبرين عليه { أليس في جهنم } أي التي تلقى فيها بالتجهم والعبوسة { مثوى } أي منزل { للمتكبرين * } الذي تكبروا على اتباع أمر الله .