تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{بَلۡ يُرِيدُ ٱلۡإِنسَٰنُ لِيَفۡجُرَ أَمَامَهُۥ} (5)

المفردات :

ليفجر أمامه : ليدوم على فجوره مدة عمره .

التفسير :

4- بل يريد الإنسان ليفجر أمامه .

بل إن الحامل للإنسان على الإنكار يوم القيامة شيء آخر ، هو استمرارا فجوره واستيفاء لذائذه ، وعدم خضوعه لأوامر الوحي ، وهذا هو الذي جعله ينكر البعث والحشر والحساب ، حتى يدوم على فجوره في مستقبل أيامه ، فيقدّم الذنب ، ويؤخر التوبة .

قال سعيد بن جبير : يقدم الذنب ويؤخر التوبة ، حتى يأتيه الموت على شر أحواله .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{بَلۡ يُرِيدُ ٱلۡإِنسَٰنُ لِيَفۡجُرَ أَمَامَهُۥ} (5)

لِيَفجُر أمامه : ليدوم على فعل المعاصي ولا يتوب إلى الله .

بل يريد الإنسان أن يتمادى في عصيانه وفجوره إلى آخر لحظة من عمره

ولا يتوب إلى الله .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{بَلۡ يُرِيدُ ٱلۡإِنسَٰنُ لِيَفۡجُرَ أَمَامَهُۥ} (5)

وليس إنكاره لقدرة الله تعالى قصورا بالدليل الدال على ذلك ، وإنما [ وقع ] ذلك منه أن قصده وإرادته أن يكذب{[1291]}  بما أمامه من البعث . والفجور : الكذب مع التعمد .


[1291]:- في ب: لأن إرادته وقصده التكذيب.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{بَلۡ يُرِيدُ ٱلۡإِنسَٰنُ لِيَفۡجُرَ أَمَامَهُۥ} (5)

{ بل يريد الإنسان ليفجر أمامه } يقول لا يجهل ابن آدم أن ربه قادر على جمع عظامه لكنه يريد أن يفجر أمامه ، أي : يمضي قدماً على معاصي الله ما عاش راكباً رأسه لا ينزع عنها ولا يتوب ، هذا قول مجاهد ، والحسن ، وعكرمة ، والسدي . وقال سعيد بن جبير : { ليفجر أمامه } يقدم الذنب ويؤخر التوبة ، فيقول : سوف أتوب ، سوف أعمل حتى يأتيه الموت على شر أحواله وأسوأ أعماله . قال الضحاك : هو الأمل ، يقول : أعيش فأصيب من الدنيا كذا وكذا وكذا ، ولا يذكر الموت . وقال ابن عباس ، وابن زيد : يكذب بما أمامه من البعث والحساب . وأصل الفجور : الميل ، وسمي الفاسق والكافر : فاجراً ، لميله عن الحق .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{بَلۡ يُرِيدُ ٱلۡإِنسَٰنُ لِيَفۡجُرَ أَمَامَهُۥ} (5)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يعني تقديم المعصية وتأخير التوبة يوما بيوم، يقول: سأتوب، حتى يموت على شر عمله، وقد أهلك أمامه.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: ما يجهل ابن آدم أن ربه قادر على أن يجمع عظامه، ولكنه يريد أن يمضي أمامه قُدُما في معاصي الله، لا يثنيه عنها شيء، ولا يتوب منها أبدا، ويسوّف التوبة.

وقال آخرون: بل معنى ذلك أنه يركب رأسه في طلب الدنيا دائبا ولا يذكر الموت.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: بل يريد الإنسان الكافر ليكذب بيوم القيامة.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: بل يريد الإنسان ليكفر بالحقّ بين يدي القيامة.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{بَلْ يُرِيدُ} عطف على {أَيَحْسَبُ} فيجوز أن يكون مثله استفهاماً، وأن يكون إيجاباً على أن يضرب عن مستفهم عنه إلى آخر. أو يضرب عن مستفهم عنه إلى موجب {لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} ليدوم على فجوره فيما بين يديه من الأوقات وفيما يستقبله من الزمان لا ينزع عنه.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

والمعنى أن الإنسان هو في زمن وجوده أمام يوم القيامة وبين يديه، ويوم القيامة خلفه فهو يريد شهواته ليفجر في تكذيبه بالبعث وغير ذلك بين يدي يوم القيامة، وهو لا يعرف قدر الضرر الذي هو فيه.

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

"أيحسب" جيء للإضراب عن إنكار الحسبان إلى الإخبار عن حال الإنسان الحاسب بما هو أدخل في اللوم والتوبيخ من الأول، كأنه قيل: دع تعنيفه، فإنه أشط من ذلك، وأنى يرتدع وهو يريد ليدوم على فجوره فيما بين يديه من الأوقات وفيما يستقبله من الزمان لا ينزع عنه.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

إن هذا الإنسان يريد أن يفجر، ويمضي قدما في الفجور، ولا يريد أن يصده شيء عن فجوره، ولا أن يكون هناك حساب عليه وعقاب، ومن ثم فهو يستبعد وقوع البعث، ويستبعد مجيء يوم القيامة: (بل يريد الإنسان ليفجر أمامه).

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{بَلۡ يُرِيدُ ٱلۡإِنسَٰنُ لِيَفۡجُرَ أَمَامَهُۥ} (5)

{ بل يريد الإنسان ليفجر أمامه } هذه الجملة معطوفة على أيحسب الإنسان ، ويجوز أن يكون استفهاما مثلها أو تكون خبرا وليست بل هنا للإضراب عن الكلام الأول بمعنى إبطاله وإنما هي للخروج منه إلى ما بعده .

{ وليفجر } معناه : ليفعل أفعال الفجور وفي معنى أمامه ثلاثة أقوال :

أحدها : أنه عبارة عما يستقبل من الزمان ، أي : يفجر بقية عمره .

الثاني : أنه عبارة عن اتباع أغراضه وشهواته يقال : مشى فلان قدامه إذا لم يرجع عن شيء يريده الإنسان أن يفجر قبل يوم القيامة .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{بَلۡ يُرِيدُ ٱلۡإِنسَٰنُ لِيَفۡجُرَ أَمَامَهُۥ} (5)

ولما تقدم ما{[70119]} أشار إلى أن القيامة في غاية الظهور ، أضرب عن هذا الإنكار فقال بانياً على ما تقديره : إنه لا يحسب عدم ذلك لأنه من الظهور في حد لا يحتاج إلى كبير تأمل فلو مشى مع عقله عرف الحق : { بل يريد } أي يوقع الإرادة { الإنسان } أظهر في موضع الإضمار للتصريح بالتعميم لمقتضى الطبع الموجب له عدم الفكر في الآخرة مع شدة ظهورها لأنه{[70120]} معني بشهواته فلا نجاة إلا بعصمة الله تعالى ، وحذف مفعول " يريد " إشارة إلى أن كل ما يريده بمقضتى طبعه وشهواته خارج عن طوره فهو معاقب عليه لأنه عبد ، والعبد يجب عليه أن يكون مراقباً للسيد ، لا يريد إلا مايأمره به ، فإذا أراد ما أمره به لم تنسب إليه إرادة بل الإرادة للسيد لا له{[70121]} .

ولما كان ذلك ، {[70122]}وكانت{[70123]} إرادته الخارجة الخارجة عن الأمر معصية ، قال معللاً : { ليفجر أمامه * } أي يقع منه الإرادة ليقع منه الفجور في المستقبل من زمانه بأن يقضي شهواته ويمضي راكباً رأسه في هواه{[70124]} ، ونفسه الكاذبة تورد{[70125]} عليه الأماني وتوسع له في الأمل وتطمعه في العفو من دون عمل ، قال الحسن{[70126]} : المؤمن ما تراه إلا يلوم نفسه ويقول : ما أردت بكلامي ؟ وما أردت بأكلي ؟ والفاجر يمضي قدماً لا يحاسب نفسه-{[70127]} ولا يعاتبها .

ويجوز أن يعود الضمير على الله{[70128]} تعالى ليكون المعنى : ليعمل الفجور بين يدي-{[70129]} الله تعالى وبمرأىً منه ومسمع ويطمع في أن لا يؤاخذه بذلك أو يجازيه بفجوره ، قال في القاموس : والفجر{[70130]} : الانبعاث في المعاصي والزنا كالفجور .


[70119]:زيد من ظ و م، وفي الأصل: بما.
[70120]:من ظ و م، وفي الأصل: لأنها.
[70121]:من ظ و م، وفي الأصل: للعبد انتهى.
[70122]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[70123]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[70124]:من ظ و م، وفي الأصل: هوا نفسه.
[70125]:من ظ و م، وفي الأصل: ترد.
[70126]:راجع المعالم 7/151.
[70127]:زيد من ظ و م.
[70128]:من م، وفي الأصل و ظ: إلى.
[70129]:زيد من ظ و م.
[70130]:من ظ والقاموس، وفي الأصل و ظ: الفجور.