تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{قَدۡ عَلِمۡنَا مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۡهُمۡۖ وَعِندَنَا كِتَٰبٌ حَفِيظُۢ} (4)

1

المفردات :

ما تنقص الأرض منهم : ما تأكل من لحوم موتاهم وعظامهم .

حفيظ : حافظ لتفاصيل الأشياء كلها .

التفسير :

4- { قد عملنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ } .

إن بعثهم لا صعوبة فيه على الله ، فقد علم ما تأكل الأرض من لحوم موتاهم وعظامهم ، وعنده كتاب حافظ لكل شيء ، وقد سجل فيه كل شيء ، والله تعالى قد أحاط بكل شيء علما ، ومع ذلك سجل أمور الناس في كتاب ، تصويرا لشدة الضبط والإحاطة ، فإن من شأن الناس إذا أرادوا حفظ شيء وضبطه أن يسجلوه في سجل خاص به ، ومن ذلكم دفاتر الحسابات والمبيعات والمشتريات ، والله غني عن كل ذلك ، لكنه أراد تقريب هذا الضبط إلى أذهان البشر ، ولا يبعد على الله استعمال ذلك ، فهو سبحانه قد أحاط بكل شيء علما ، وهو سبحانه سجل أعمال العباد وما يتصل بهم في سجلات يشاهدونها يوم القيامة ، ليزداد يقينهم وتأكدهم ، ولأن هذا أبلغ في العدالة والضبط ، فهذه الكتب بمثابة الشاهد الملموس المحسوس .

قال تعالى : { وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } . ( الكهف : 49 ) .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{قَدۡ عَلِمۡنَا مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۡهُمۡۖ وَعِندَنَا كِتَٰبٌ حَفِيظُۢ} (4)

ما تنقص الأرض : ما تبليه الأرض من الأجسام بعد الموت .

حفيظ : حافظ لتفاصيل الأشياء كلها .

ثم أشار الله تعالى إلى دليل جوازِ البعث وقدرته تعالى عليه فقال :

{ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأرض مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ } .

قد علمنا ما تأكلُ الأرض من أجسامهم بعد الموت وتُبليهم ، ولا يخفى علينا أين تفرقت الأبدان ، وإلى أين صارت ، فلا يصعُب علينا بعثُهم من جديد ، وعندنا كتابٌ حافظٌ لتفاصيل الأشياء كلها .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَدۡ عَلِمۡنَا مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۡهُمۡۖ وَعِندَنَا كِتَٰبٌ حَفِيظُۢ} (4)

الذي يعلم ما تنقص الأرض من أجسادهم مدة مقامهم في برزخهم ، وقد أحصى في كتابه الذي هو عنده محفوظ عن التغيير والتبديل ، كل ما يجري عليهم في حياتهم ، ومماتهم ، وهذا الاستدلال ، بكمال علمه ، وسعته التي لا يحيط بها إلا هو ، على قدرته على إحياء الموتى .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{قَدۡ عَلِمۡنَا مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۡهُمۡۖ وَعِندَنَا كِتَٰبٌ حَفِيظُۢ} (4)

{ قد علمنا ما تنقص الأرض منهم } ما تأكل من لحومهم { وعندنا كتاب حفيظ } أي اللوح المحفوظ من أن يدرس ويتغير وفيه جميع الأشياء المقدرة

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قَدۡ عَلِمۡنَا مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۡهُمۡۖ وَعِندَنَا كِتَٰبٌ حَفِيظُۢ} (4)

" قد علمنا ما تنقص الأرض منهم " أي ما تأكل من أجسادهم فلا يضل عنا شيء حتى تتعذر علينا الإعادة . وفي التنزيل : " قال فما بال القرون الأولى قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى{[14145]} " [ طه : 51 ] . وفي الصحيح : ( كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب ) وقد تقدم . وثبت أن لأنبياء والأولياء والشهداء لا تأكل الأرض أجسادهم ، حرم الله على الأرض أن تأكل أجسادهم . وقد بينا هذا في كتاب " التذكرة " وتقدم أيضا في هذا الكتاب . وقال السدي : النقص هنا الموت يقول قد علمنا منهم من يموت ومن يبقى ؛ لأن من مات دفن فكأن الأرض تنقص من الناس . وعن ابن عباس :هو من يدخل في الإسلام من المشركين . " وعندنا كتاب حفيظ " أي بعدتهم وأسمائهم ، فهو فعيل بمعنى فاعل . وقيل : اللوح المحفوظ أي محفوظ من الشياطين أو محفوظ فيه كل شيء . وقيل : الكتاب عبارة عن العلم والإحصاء ، كما تقول : كتبت عليك هذا أي حفظته ، وهذا ترك الظاهر من غير ضرورة . وقيل : أي وعندنا كتاب حفيظ لأعمال بني آدم لنحاسبهم عليها .


[14145]:راجع جـ 11 ص 205.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{قَدۡ عَلِمۡنَا مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۡهُمۡۖ وَعِندَنَا كِتَٰبٌ حَفِيظُۢ} (4)

{ قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ }

{ قد علمنا ما تنقص الأرض } تأكل { منهم وعندنا كتاب حفيظ } هو اللوح المحفوظ فيه جميع الأشياء المقدرة .