تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَيَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۚ وَٱلۡكَٰفِرُونَ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞ} (26)

التفسير :

26- { ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد } .

ويستجيب الله للذين آمنوا وعملوا الصالحات ، إذا دعوا الله استجاب دعاءهم ، وزادهم من فضله وكرمه وعطفه وألطافه ، فوق ما سألوا واستحقوا ؛ لأنه الجواد الكريم البر الرحيم .

وجعلوا من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الدعاء الحمد ) . 9

وسئل سفيان عن قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث : ( أكبر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير )10 . فقال : هذا قوله تعالى في الحديث القدسي : ( من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين )11 .

فهو سبحانه قابل التوب ، غافر الذنب ، صاحب الصفح والعفو ، مطلع على القليل والكثير ، محاسب على الفتيل والقطمير ، وهو سبحانه يستجيب دعاء الصالحين ، ويزيدهم فضلا ونعمة ، وهو عادل في معاقبة الكافرين بالعذاب الأليم الموجع في دار الجحيم .

قال تعالى : { نبّئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم * وأن عذابي هو العذاب الأليم } . ( الحجر : 49 ، 50 ) .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَيَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۚ وَٱلۡكَٰفِرُونَ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞ} (26)

قوله تعالى : " الذين " في موضع نصب ، أي ويستجيب الله الذين آمنوا ، أي يقبل عبادة من أخلص له بقلبه وأطاع ببدنه . وقيل : يعطيهم مسألتهم إذا دعوه . وقيل : ويجيب دعاء المؤمنين بعضهم لبعض ، يقال : أجاب واستجاب بمعنى ، وقد مضى في " البقرة " {[13511]} . وقال ابن عباس : " ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات " يشفعهم في إخوانهم . " ويزيد من فضله " قال : يشفعهم في إخوان إخوانهم . وقال المبرد : معنى " يستجيب الذين آمنوا " وليستدع الذين آمنوا الإجابة ، هكذا حقيقة معنى استفعل . ف " الذين " في موضع رفع . " والكافرون لهم عذاب شديد " .


[13511]:راجع ج 2 ص 308 وما بعدها طبعة ثانية.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَيَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۚ وَٱلۡكَٰفِرُونَ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞ} (26)

قوله : { وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } { الذين } في موضع نصب على أنه مفعول يستجيب ؛ أي ويستجيب الله للذين آمنوا ؛ أي يجيب لهم{[4106]} .

والمعنى : أن الله يستجيب الدعاء للذين آمنوا وعملوا الصالحات وقيل : يستجيب لهم الدعاء لأنفسهم ولأصحابهم ولإخوانهم ؛ أي يجيب دعاء المؤمنين بعضهم لبعض .

قوله : { وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ } أي يعطيهم الله من حسن الجزاء ما لم يسألوه وقيل : يعطيهم الشفاعة في إخوانهم ، وإخوان إخوانهم .

وروي عن عبد الله ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى { وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ } قال : " الشفاعة لمن وجبت لهم النار ، ممن صنع إليهم معروفا في الدنيا " .

قوله : { وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } ذلك وعيد من الله للكافرين المكذبين الذين تولوا معرضين عن دين الله وعن منهج الحق ، فأولئك لهم عذاب من الله موجع يوم القيامة .


[4106]:البيان لابن الأنباري ج 2 ص 348.