غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَيَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۚ وَٱلۡكَٰفِرُونَ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞ} (26)

24

أما الضمير في قوله { ويستجيب } فعائد إلى الله سبحانه وأصله ويستجيب لهم فحذف الجار ، والمراد أنه إذا دعوه استجاب لهم وأعطاهم ما طلبوا وزادهم على مطلوبهم تفضلاً . وقيل : لا ضمير فيه وإنما الظاهر بعده فاعله . قال سعيد بن جبير : أراد أن المؤمنين يجيبونه إذا دعاهم . وعن إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه أنه قيل : ما بالنا ندعو فلا نجاب ؟ قال : لأنه دعاكم فلو تجيبوه وقرأ { والله يدعو إلى دار السلام ويستجيب الذين آمنوا } [ يونس : 25 ] . وحيث وعد الاستجابة للمؤمنين كان لسائل أن يقول : إنا نرى المؤمن في شدة وبلية وفقر ثم إنه يدعو الله فلا يشاهد أثر الإجابة فلا جرم قال : { ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير } .

/خ24