محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَيَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۚ وَٱلۡكَٰفِرُونَ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞ} (26)

{ ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات } أي يستجيب لهم . فحذف اللام كما حذف في قوله تعالى :{[6468]} { وإذا كالوهم } أي يثيبهم على طاعتهم { ويزيدهم من فضله } أي على ثوابهم ، منة منه وطَوْلًا { والكافرون لهم عذاب شديد ، ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض } أي تجاوزوا الحدّ الذي حدّه لهم إلى غيره ، بركوبهم ما حظر عليهم . لأن الغنى مبطرة مأشرة{[6469]} { كلا إن الإنسان ليطغى* أن رآه استغنى } { ولكن ينزل بقدر ما يشاء } أي ولكن ينزل من رزقه ما يشاؤه بقدر ، لكفايتهم { إنه بعباده خبير بصير } قال الزمخشري : أي يعرف ما يؤول إليه أحوالهم ، فيقدّر لهم ما هو أصلح لهم وأقرب إلى جمع شملهم ، فيفقر ويغني ، ويمنع ويعطي ، ويقبض ويبسط ، كما توجبه الحكمة الربانية . ولو أغناهم جميعا لبغوا ، ولو أفقرهم لهلكوا .


[6468]:[83/ المطففين/ 3].
[6469]:[{96/ العلق/ 6 و7].