الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{وَيَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۚ وَٱلۡكَٰفِرُونَ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞ} (26)

قوله تعالى : " الذين " في موضع نصب ، أي ويستجيب الله الذين آمنوا ، أي يقبل عبادة من أخلص له بقلبه وأطاع ببدنه . وقيل : يعطيهم مسألتهم إذا دعوه . وقيل : ويجيب دعاء المؤمنين بعضهم لبعض ، يقال : أجاب واستجاب بمعنى ، وقد مضى في " البقرة " {[13511]} . وقال ابن عباس : " ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات " يشفعهم في إخوانهم . " ويزيد من فضله " قال : يشفعهم في إخوان إخوانهم . وقال المبرد : معنى " يستجيب الذين آمنوا " وليستدع الذين آمنوا الإجابة ، هكذا حقيقة معنى استفعل . ف " الذين " في موضع رفع . " والكافرون لهم عذاب شديد " .


[13511]:راجع ج 2 ص 308 وما بعدها طبعة ثانية.