الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَيَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۚ وَٱلۡكَٰفِرُونَ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞ} (26)

قوله : { وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُواْ } : يجوزُ أَنْ يكونَ الموصولُ فاعلاً أي : يُجيبون ربَّهم إذا دعاهُمْ كقولِه : { اسْتَجِيبُواْ للَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم }

[ الأنفال : 24 ] . واستجابَ كأَجاب . ومنه :

3973 وداعٍ دَاع يا مَنْ يُجيب إلى النَّدى *** فلم يَسْتَجِبْه عند ذاكَ مُجيبُ

ويجوزُ أَنْ تكونَ السينُ للطلب على بابِها بمعنى : ويُسْتَدْعَى المؤمنون للإِجابة عن ربِّهم بالأعمالِ الصالحة . ويجوزُ أَنْ يكونَ الموصولُ مفعولاً به ، والفاعلُ مضمرٌ يعودُ على الله بمعنى : ويُجيب اللَّهُ الذين آمنوا أي : دعاهم . وقيل : ثَمَّ لامٌ مقدرةٌ أي : ويَسْتجيب الله للذين آمنوا فَحَذَفها للعِلْم بها .