اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَيَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۚ وَٱلۡكَٰفِرُونَ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞ} (26)

قوله تعالى : { ويستجيب الذين آمَنُواْ } يجوز أن يكون الموصول فاعلاً{[49299]} أي يجيبون ربهم إذا دعاهم كقوله تعالى : { استجيبوا للَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ } [ الأنفال : 24 ] واستجاب كأجاب ، ومنه قوله الشاعر :

4381 وَدَاعٍ دَعَا يَا مَنْ يُجِيبُ إلَى النَّدَى *** فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَلِكَ مُجِيبُ{[49300]}

ويجوز أن تكون السين للطلب على بابها بمعنى ويستدعي المؤمنون الإجابة من ربهم بالأعمال الصالحة{[49301]} . ويجوز أن يكون الموصول مفعولاً به والفاعل مضمر يعود على الله بمعنى : ويُجيبُ الذينَ آمنوا أي دُعَاءَهُمْ . وقيل : ثَمَّ لام مقدرة أي ويستجيبُ الله لِلذِينَ آمنوا{[49302]} ، ( فحذفها ، للعلم بها{[49303]} ، كقوله : { وَإِذَا كَالُوهُمْ } [ المطففين : 3 ] قال عطاء عن ابن عباس معناه : ويُثِيبُ الذين آمنوا ){[49304]} وعلموا الصالحات { وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ } سِوَى ثواب أعمالهم تفضلاً منه ، وروى أبو صالح عه : يشفعهم ويزيدهم من فضله . ( ثُمَّ ){[49305]} قال في إخوان إخوانهم{[49306]} : { والكافرون لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } .


[49299]:البحر المحيط 7/517.
[49300]:من تمام الطويل وهو لكعب بن سعد الغنوي من قطعة أوردها القالي في أماليه 2/151. وشاهده: أن أجاب واستجاب بمعنى واحد، و "فلم يستجبه" بمعنى فلم يجبه. وانظر الأصمعيات 96، ومجاز القرآن 1/67 و2/107 والاقتضاب 3/399، واللسان جوب، والمسائل العسكرية للفارسي 155، والدر المصون 4/755.
[49301]:نقله الفراء في المعاني 3/24.
[49302]:قال بهذين الوجهين ابن الأنباري في البيان 1/348.
[49303]:الكشاف 3/469.
[49304]:ما بين القوسين كله سقط من ب بسبب انتقال النظر.
[49305]:زيادة من ب.
[49306]:انظر البغوي 6/124.