الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَيَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۚ وَٱلۡكَٰفِرُونَ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞ} (26)

وقوله تعالى : { ويستجيب } قال الزَّجَّاجُ وغيره : معناه : يجيبُ ، والعَرَبُ تَقُولُ : أجاب واستجاب بمعنًى ، و{ الذين } على هذا التأويل : مفعول يستجيب ، وروي هذا المعنى عن معاذِ بن جَبَلٍ ، ونحوه عن ابن عباس ، وقالت فرقة : المعنى : ويستدعي الذين آمنوا الإجابة من ربهم بالأعمال الصالحات ، ودَلَّ قوله : { وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ } على أنَّ المعنى : فيجيبهم ، و{ الذين } على هذا القول فَاعِلُ { يَسْتَجِيبُ } ، وقالتْ فرقة : المعنى : ويجيبُ المؤمنونَ رَبَّهم ، ف { الذين } فاعلٌ بمعنى : يجيبُونَ دَعْوَةَ شَرْعِهِ ورسالتِهِ ، والزيادة من فضله هي تضعيفُ الحسنات ، ورُوِيَ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال : " هِيَ قَبُولُ الشَّفَاعَاتِ في المُذْنِبِينَ ، والرِّضْوَانُ " .