تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَإِنَّمَا هِيَ زَجۡرَةٞ وَٰحِدَةٞ فَإِذَا هُمۡ يَنظُرُونَ} (19)

11

المفردات :

زجرة : صيحة .

ينظرون : يبصرون أو ينتظرون .

التفسير :

19- { فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون } .

أي : لا تستصعبوا البعث من القبور ، فإنما هي صيحة واحدة ، حين ينفخ إسرافيل في الصور النفخة الثانية ؛ فيقوم الناس لربّ العالمين .

والخلاصة :

إن الأمر هين علينا ، فإذا أمرنا بالبعث نفخ الملاك في الصدور ؛ فقام الكفار من القبور ينظرون حولهم متعجبين مما حدث لهم ، فقد كانوا ينكرون البعث ، فإذا بهم يجدونه حقيقة واقعة .

قال تعالى : { ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون } . [ الزمر : 68 ] .

وقال سبحانه : { وكل أتوه داخرين } . [ النمل : 87 ] .

وقال عز شأنه : { إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } . [ غافر : 60 ] .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَإِنَّمَا هِيَ زَجۡرَةٞ وَٰحِدَةٞ فَإِذَا هُمۡ يَنظُرُونَ} (19)

" فإنما هي زجرة واحدة " أي صيحة واحدة ، قاله الحسن . وهي النفخة الثانية . وسميت الصيحة زجرة ؛ لأن مقصودها الزجر أي يزجر بها كزجر الإبل والخيل عند السوق . " فإذا هم " قيام

قوله تعالى : " ينظرون " أي ينظر بعضهم إلى بعض . وقيل : المعنى ينتظرون ما يفعل بهم . وقيل : هي مثل قوله : " فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا " [ الأنبياء : 97 ] . وقيل : أي ينظرون إلى البعث الذي أنكروه .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَإِنَّمَا هِيَ زَجۡرَةٞ وَٰحِدَةٞ فَإِذَا هُمۡ يَنظُرُونَ} (19)

ثم سبب عن الوعد بتحتم كونه ما يدل على أنه غاية في الهوان فقال : { فإنما } أي يكون ذلك بسبب أنكم تزجرون فتقومون ، والزجرة التي يقومون بها إنما { هي زجرة } أي صيحة ، وأكد ما يفهمه من الوحدة لأجل إنكارهم تصريحاً بذلك وتحقيراً لأمر البعث في جنب قدرته سبحانه وتعالى فقال : { واحدة } وهي الثانية التي كانت الإماتة لجميع الأحياء في آن واحد بمثلها ، وأصل الزجر الانتهار ويكون لحث أو منع ، وإنما يكون ذلك للمقدور عليه فعل ما يغضب الزاجر ، فلذلك سمى الصيحة زجرة .

ولما كان هذا الكلام مؤذناً بالغضب ، حققه بصرف الكلام عن خطابهم جعلاً لهم بمحل البعد وتعميماً لغيرهم ، فقال معبراً بالفاء المسببة المعقبة وأداة المفاجأة : { فإذا هم } أي جميع الأموات بضمائرهم وظواهرهم القديم منهم والحديث أحياء { ينظرون * } أي في الحال من غير مهلة أصلاً ، ولا فرق بين من صار كله تراباً ومن لم يتغير أصلاً ، ومن هو بين ذلك ، ولعله خص النظر بالذكر لأنه لا يكون إلا مع كمال الحياة ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : " إذا قبض الروح تبعه البصر " وأما السمع فقد يكون لغير الحي لأنه صلى الله عليه وسلم قال في الكفار من قتلى بدر : " ما أنتم بأسمع لما أقول منهم " وشاهدت أنا في بلاد العرقوب المجاورة لبانياس من بلاد الشام شجرة شوك يقال لها الغبيراء متى قيل عندها " هات لي المنجل لأقطع هذه الشجرة " أخذ ورقها في الحال في الذبول - فالله أعلم ما سبب ذلك .